لا يمكنُ بأيّ حال أن نختصرَ حياةَ العلامة ورائد الحركة الإصلاحية العلمية الجزائرية في ساعتين من الزّمن، من غير الممكن أيضا أنْ يمنعنا هذا الأمرُ من إنجاز عملٍ سينمائي عن حياة هذا الرجل، عبد الحميد بن باديس.
في هذا الفيلمِ اعتمدنا صياغة سينمائية جديدة لأفلام السير الذاتية، فاعتمدنا أساسا على استقراء محيط ابن باديس السياسي والاجتماعي خصوصا، لنضعَ المشاهدَ في الجوّ الذي يجعله قريبا أكثر من هذه الشخصية وبالشكل الذي يتيح له أن يدرك حجم المتاعب والصعوبات الكبيرة التي واجهت بن باديس في تحقيق أهدافه وغاياته.
ولأنه على السينما أن تقدّم الإضافة المعرفية والثقافية المرجوّة، فقد تجنبنا التطرق إلى ما يعرفه الجزائريون عن الرجل، وتحركنا من خلال الفيلم في زوايا الغرف المظلمة والمهمَلَة غي حياته.. بهذا الشكل يمكن للمشاهد الجزائري أن يحسّ بشيء مما عاناه الرجل ويلمسَ جزءا من تضحياته الكبيرة.. تلك المحطّات الخاصّة جدّا ركزنا عليها في هذا العمل السينمائي حتّى تكون تجربة ابن باديس الإنسانية مدرسة أخرى يتكئُ عليها الفرد الجزائريُّ في تحويل الإنكسارات إلى انتصارات.هذا الفيلم يقدّم أيضا وقفات جديدة تظهر لأول مرّة.