المهتم بالتراث إسماعيل علال بجامعة المدية

الوسائط الإلكترونية أداة هامة لترقية العمل المتحفي

المدية : م.أمين عباس

كشف الأستاذ الجامعي اسماعيل علال  مهتم بالتراث بالمدية  أن صناعة المنتوج المتحفي، وتسويقه وإقناع المواطن بأهميته، هي من أهم الرهانات التي تواجه المشهد الثقافي الجزائري اليوم، والذي يجد نفسه في الظروف الحالية، في أشد الحاجة إلى المردود المتنوع لهذا المنتوج، خاصة وأن تجارب العديد من الدول قد أكدت ضرورة الاسراع في تحويل المتاحف الجزائرية، إلى مستوى المؤسسات المتحفية، وتزويدها بالإمكانيات التي تجعلها قادرة على الارتقاء بالوعي الجماعي، والمساهمة في التنمية الوطنية الشاملة.
أكد علال في  مساهمة له بالمتحف  العمومي للفنون والتقاليد الشعبية أن  سياق الصناعات الثقافية والاستثمار في المواهب والقدرات الجزائرية، تعد من أهم العوامل المساعدة على صناعة الثروة، وتوفير مجالات العمل، وفي مقدمة هذه الاستثمارات المهمة، ما تمثله المؤسسة المتحفية، التي يفترض اليوم إخراجها من المفاهيم التقليدية، التي تحاصرها، وتعتبرها مجرد هياكل معزولة، تختزن الأشياء القديمة، وهو ما يجعل أساليب العرض وتقنيات التقديم ومهارات الترويج، من أشد الواجبات التي يفترض أن تؤخذ بعين الاعتبار.
عرض الأكاديمي في هذا السياق، العديد من الأمثلة لنماذج من المتاحف التي استفادت من التقنيات التكنولوجية الحديثة، التي أخرجت الكثير من المتاحف، من الدهاليز وحولتها إلى قوة جذب لفئات اجتماعية واسعة، وجدت حاجتها في هذه المتاحف ، مشيرا أمام المهتمين من أمثاله في هذه المحطة بأن المتاحف الجزائرية تعتبر من أغني متاحف العالم، بالنظر لما تختزنه من ثروات للعديد من الحضارات الإنسانية، زيادة على الانجازات الكبرى، لمسيرة الإنسان الجزائري، منذ فجر التاريخ.
  أوضح الباحث علال بأنه قد بات لزاما الشروع   في  العديد من الاصلاحات الضرورية والسريعة، لانجاز ثقافة متحفية حقيقية وفاعلة، وفي مقدمتها تلك الذهنية التي تعتبر أن هذه المتاحف، مؤسسات لها دورها في صناعة الثروة، من خلال قدرتها على صناعة منتوج متحفي، لا يساهم في التنمية الوطنية فقط، بل تشكل رافدا من روافد الدفاع عن الهوية الوطنية والثقافية الجزائرية، خاصة في الظروف الحالية، التي تعرفها المستجدات الدولية في الأسواق الدولية ، معرجا في ذات الوقت على التحولات التى تعرفها علاقة المؤسسات الثقافة بالمؤسسات الإعلامية، والي توجب الاسراع في ادخال التعديلات العميقة، على المؤسسات المتحفية الوطنية، وتزويدها بالقدرات التي تجعل منها، قادرة على صناعة منتوج متحفي متميز، يملك جاذبية الاقناع، خاصة للأجيال الجديدة، وإدراج النشاطات التربوية والتعليمية المدرسية، في برامج تلاميذ المدارس، وتسهيل تقديم الزاد المعرفي للباحثين والجامعيين، وفتح الأبواب أمام الجهود البحثية، التي تقدم الاضافات النوعية للثقافة الجزائرية ، مشددا في  هذه السانحة على  أن السياحة الجزائرية، يفتح أمامها المنتوج المتحفي النوعي، آفاقا واسعة لاكتشاف الكنوز النادرة، التي تحتويها المتاحف الجزائرية، التي بإمكانها أن تتحول إلى رافدا من روافد التنمية الوطنية الشاملة، خاصة إذا تم الإنتباه إلى القوة الإعلامية التي تسوقها في مختلف الاسواق الداخلية والخارجية، وتزودها بالقدرات الاقناعية، التي تجعل من المنتوج المتحفي، قابلا للاستهلاك وبأقل التكاليف وأيسر السبل  ، مقترحا جملة من التوصيات العملية للتكفل بهذا الجانب  الحيوي ومن بينها   حفظ مواد التراث الثقافي في أنظمة رقمية وقواعد بيانات وطنية  بإعتباره  أمر ضروري خاصة بعدما لاحظنا تواجدها وبشكل كبير عبر مختلف تطبيقات الويب 2.0 ، فيجب جمعها    وإعادة ترتيبها من ثم طرحها من جديد على الويب 2.0 لكن بما يلائم كل صنف منها ،     تطوير العمل الإعلامي الموجع للقطاع الثقافي واستغلال الأرشيف المكتوب والسمعي   والمرئي لتزويد التراث الثقافي المتواجد إلى حد الآن عبر تطبيقات الويب 2.0 كما هو في موقع بوابة التراث الثقافي الجزائري ، مع ادراج مادة التراث الثقافي في مختلف أطوار التعليم في الجزائر وهذه العملة تفيد في حماية التراث حسيًّا لدى الأجيال الصاعدة وزيادة الوعي لديهم وتحسيسهم بأهمية حمايته من الزوال والسرقة والضياع بين تراث وثقافات دخيلة على مجتمعنا و التي أصبحت تعتمد كل الاعتماد على تطبيقات الويب 2.0 خاصة شبكات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يؤدي  حسبه  إلى طرح تساؤل آخر حول كيفية صناعة إعلام ثقافي يمكن الاعتماد عليه في حماية تراث 2.0 بالجزائر؟.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024