الجزائر استطاعت إقامة دولة لا تزول بزوال الرجال
ارتأى الدكتور محي الدين عميمور الذي حل ضيفا على ولاية عنابة أول أمس الحديث عن الربيع العربي الذي شهدته عدد من الدول العربية، مشيرا إلى أن هناك عديد الأسئلة وجب طرحها على غرار إن كان الربيع العربي مؤامرة غربية أو حقيقة، وقال بأنه جاء نتيجة انفجار طبيعي لما عايشه الشباب في ظلّ أنظمة حطمت كبرياءه وعرضته لمختلف أنواع القهر والظلم.
وزير الثقافة والاتصال الأسبق محي الدين عميمور وفي محاضرة له بعنوان “حكايات الربيع العربي “قال بأن الجزائر لم تعش ربيعا عربيا، ذلك لأن أبنائها لم يعيشوا قسوة وفجور وقمع الأنظمة، كما عرفته تونس في عهد زين العابدين بن علي، وليبيا في عهد معمر القذافي، مشيرا إلى أن التعايش بين الحاكم والمحكوم لم يكن موجودا في هذه الدول، حيث رفض محي الدين عميمور مقولة أن هذه الثورات هي مؤامرة غربية، قامت بها أياد أجنبية.
وقد اختصر الدكتور عميمور عدم وقوع الجزائر في ربيع عربي في سببين رئيسيين، أولهما أنها لم تعش الفجور الذي كان سائدا بهذه الدول، وثانيها أن الجزائر استطاعت إقامة دولة لا تزول بزوال الأحداث والرجال، قائلا إنه بالرغم من الأخطاء والعثرات التي عرفتها الجزائر، إلا أنها تمّكنت من الخروج من العشرية السوداء بسلام، ولم تتسبب في انهيار وطننا.
ويرى محي الدين عميمور أن الجزائر تعرضت لمؤامرة، معتبرا ذلك أمرا طبيعيا على اعتبار أن المؤامرات موجودة منذ خلق الله الأرض ـ كما يقول ـ حيث أنها جزء من الحياة، مؤكدا بأن التأمر على وطننا أمر طبيعي لأن إستراتيجية الدول الاستعمارية حماية مصالحها، حيث يرى عميمور ضرورة حماية مصالحنا بأنفسنا، وذلك بحماية الأسرة والجار وهويتنا وديننا الحنيف.
من جانب آخر اعتبر محي الدين عميمور ما عايشته بعض الدول الغربية من هجمات إرهابية هي مجرد أحداث مفبركة، حيث أنها عمليات مخابراتية، مشيرا إلى أن داعش مولود غربي، متسائلا لماذا لا تقوم السلطات الغربية بإلقاء القبض عليهم ومحاكمتهم لمعرفة من هم ومن يمولهم، فمن منظور الدكتور عميمور داعش هو وليد الأنظمة الغربية لترويع الشعوب العربية والإسلامية، حيث إن الكثيرين وقعوا في هذا الفخ، قائلا بأن الإنسان الساذج هو من يقبل المسير وراء نظرية المؤامرة.
وعبّر عميمور في الأخير عن تفاؤله في المدى البعيد وليس القريب خروج الأمة العربية من أزمتها، وذلك عن طريق تلاحم الشعوب فيما بينها وترابطها وتضامنها.