بمناسبة اليوم العالمي لحريّة الصحافة، الذي يصادف الثالث ماي من كلّ سنة، التقينا الإعلامي والناشط الجمعوي رياض وطار، رئيس الجمعية الثقافية «نوافذ ثقافية» ومؤسس الموقع الثقافي الإلكتروني الذي يحمل نفس الاسم، وسألناه عن تقييمه لواقع إعلامنا الثقافي، واقع وصفه وطار بأنه يراوح مكانه ويعاني من نفس النقائص منذ سنوات، كما تنبّأ بصعود قوي للإعلام الإلكتروني على حساب نظيره التقليدي.
- «الشعب»: نتحدث كل سنة عن واقع الإعلام الثقافي وتطلعاته وسبل دعمه وتطويره.. هل تغيّر شيء أم أن الإعلام الثقافي يراوح مكانه؟
رياض وطار: لا زال الإعلام الثقافي يعد آخر اهتمامات مديري الجرائد، والدليل على ذلك، ومثلما كان عليه في الماضي القريب، أن الصفحة الثقافية تعد أول ما يحذف في حال وجود فائض في الإشهار، كما أن الذين يشتغلون في القسم الثقافي لا يتقاضون نفس الراتب مثل زملائهم في الأقسام الأخرى، خاصة في القسم الوطني الذي يعد العمود الفقري لأي جريدة وطنية، لذا لم يتغير شيء ولن يتغير شيء مادامت نظرة أغلب المديرين للقسم الثقافي ولصحفييه لم تتغير.
- هل تعتبر وسائل الإعلام الجزائرية بأن الثقافة جزء من الخدمة العمومية، أم أنها تعتبرها عبئا والعجلة الخامسة في المركبة؟؟
عموما، فإن واقع الإعلام الثقافي في بلادنا واقع يندى له الجبين وتدمع له العين، مما ساهم في نوع من التسيب من قبل الإعلاميين الذين يشتغلون فيه، فعادوا لا يبذلون جهدا للتطور وبالتالي توفير مادة ذات مستوى راق، واعتمادهم على طريقة النسخ واللصق، مما أدى إلى تشابه جل الصفحات في مضمونها، وأصبحنا لا نفرق بين صفحة ثقافية في جريدة ما ومثيلتها في جريدة أخرى إلا من عنوان الجريدة، ونادرا ما نقرأ مقالا تحليليا أو نقدي ذا مستوى عال، ونادراً ما تعد الملفات التي تحدث جدلا في الوسط الثقافي، وهذا ما أدى إلى التميّع والتساهل في تناول الشأن الثقافي من قبل الصحفي الجزائري عكس ما هو معمول به في دول عربية على سبيل المثال.
- مررت بعدة تجارب صحفية، من بينها تأسيسك موقع نوافذ ثقافية.. كيف تقيم هذه التجربة الإعلامية؟ وهل يفرض الإعلام الإلكتروني نفسه بديلا حتميا للإعلام التقليدي؟
تأسيسي لموقع نوافذ ثقافية لم يكن وليد الصدفة بل هو نتيجة العوامل التي تحدثت عنها سالفا، لهذا رأيت أنه لابد من إعادة الاعتبار للإعلام الثقافي وإعطائه المكانة التي يستحقها ولو بشكل متواضع، ورغم قلة الإمكانيات، خاصة منها المادية يمكن القول أنني تمكنت من إثبات أن الخبر الثقافي له مقروئية ويمكن أن يلعب دوراً هاماً في الإعلام بصفة عامة مثله مثل الخبر السياسي أو الرياضي، وهذا بدليل أن زوار الموقع في تزايد مستمر رغم أننا نشتغل بوسائل منعدمة في انتظار أن تتحسن الظروف.
أعتقد أن الإعلام الإلكتروني في الجزائر ورغم حداثته مقارنة بدول الجوار لكي لا نذهب بعيداً استطاع أن يفرض نفسه كبديل للإعلام الورقي، بدليل الأرقام التي حققها العديد من المواقع الإلكترونية بالنسبة لعدد زوارها، ومنها ما بلغ 5 ملايين زائر في الشهر وهو رقم لم تحققه كبريات الجرائد، وهذا راجع إلى العمل الجبار الذي يقوم به رواد الإعلام الإلكتروني في إيصال الخبر في وقته للقارئ دون أن نتحدث عن جودة الخبر وأهميته، وهو أمر يحفز للعمل في هذا المجال.
- ما هي تطلعاتك واقتراحاتك من أجل إعلام ثقافي أكثر احترافية؟
أرى أنه لابد أن نركز كثيرا على جانب التكوين، الذي سيمكن الصحفي من الارتقاء إلى مستوى الاحترافية، ويسمح له بالخوض في العمل في المجال الثقافي بكل أريحية، كما يجب على الصحفي أن يطالع ويقرأ كثيراً في المجال الذي يجد فيه راحته مما سيمكنه من التخصص فيه، وهو الأمر الذي نجده مغيبا في الوقت الحالي، فالاختصاص مهم جدا في المجال الثقافي ولكن في ظل غياب الظروف المواتية للعمل أصبح الصحفي لا يولي هذا الجانب اهتماما كبيرا.
الإعلامي والناشط الجمعوي رياض وطار
الإعلام الثقافي يراوح مكانه.. والتكوين مفتاح الاحترافية
حاوره: أسامة إفراح
شوهد:507 مرة