ألمع الأسماء الفنية تحضر الصالون الثالث للإبداع

الجزائر مرجع في حماية الملكية الفكرية

أسامة إفراح

تحت شعار «من أجل عالم أفضل، لنبدع، لنبتكر»، تتواصل الطبعة الثالثة من الصالون الوطني للإبداع، التي انطلقت بتواجد ما يفوق 90 مشاركا من المؤسسات العمومية والخاصة، وحضور كوكبة من ألمع الأسماء الفنية الجزائرية على غرار إيدير، أحلام مستغانمي، الشاب مامي، رابح درياسة، الشابة الزهوانية، وغيرهم. قبل ذلك، كان الديوان الوطني لحقوق المؤلف قد نظم بمقرّه ببولوغين حفلا على شرف الفنانين، شهد تكريم الديوان لوزير الثقافة.
قال وزير الثقافة بخصوص هذه التظاهرة إن الجزائر أصبحت مرجعا في الدفاع عن حقوق التأليف والملكية الفكرية، وهذه التجربة الجزائرية التي تكرست منذ 1973، تاريخ تأسيس الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، أصبحت الكثير من البلدان تأخذ منها على المستويين العربي والأفريقي، واكتسبت مصداقية أكبر وأصبحت تتطور سنة بعد أخرى، خاصة وأن الجزائر أصبحت عضوا في كلّ المنظمات العالمية الخاصة بالملكية الفكرية وتمّ التوقيع على كل الاتفاقيات الدولية وهذا يؤكد أن الجزائر هي أكثر من مرجع في هذا المجال.
بلا شك أن هذا اللقاء لتأكيد هذا الحضور، وتواجد هذه النخبة الكبيرة من الأسماء الفنية والإبداعية ذات الشهرة العالمية دليل أولا على ثقتهم فيما يقوم به الديوان لحماية حقوقهم، وأيضا تكريس لتقليد مهم هو اللقاءات الدورية بين الديوان والمنتسبين إليه.
ويحضر الصالون، الذي يتواصل إلى غاية 03 ماي المقبل، العديد من المؤسسات الناشطة في مجال الإبداع، خاصة منها المؤسسات العمومية، نذكر منها الديوان الوطني للثقافة والإعلام، الوكالة الوطنية للنشر والإشهار، والوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي التي يرتقب أن يتم إلحاقها عن قريب بديوان رياض الفتح.
كما حضرت كوكبة من الفنانين الحفل الذي أقامه ديوان حقوق المؤلف عصر الأربعاء المنصرم بمقره ببولوغين، كما شهد بعضهم انطلاق الصالون أول أمس الخميس.

القوة الناعمة

حينما نشاهد هذا الجمع الهائل من فنانينا الذين كانوا وما يزالون سفراء الجزائر، ونقلوا وينقلون صورتها المشرقة عبر أصقاع العالم، نحسّ بمدى قوة الإشعاع الثقافي التي تملك بلادنا ويمكن توظيفها في شكل ما يسمى في العلاقات الدولية «القوة الناعمة»، هذه القوة التي لها تأثير أكبر من السلاح، وتغلغل أعمق من الدبلوماسية التقليدية.
توجهنا بسؤال في هذا الصدد إلى وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، فأجابنا بأنه لا يختلف اثنان حول القوة الناعمة التي تمتلكها الجزائر بفضل الأسماء الكبيرة، على غرار النجم إيدير والمرجع الذي أعطى دفعا كبيرا للأغنية الجزائرية والأمازيغية والكثير من الأسماء التي التقت معه في هذه الإيقاعات الجميلة، وأحلام مستغانمي الكاتبة ذات الشهرة العالمية، والأستاذ رابح درياسة وغيرهم من الأسماء الكبيرة من الداخل ومن الخارج التي تجتمع اليوم، هذه الأسرة الفنية الجزائرية في كل أبعادها تلتقي لتحتفي بالإبداع الجزائري والثقافة الجزائرية.
وأضاف ميهوبي بأنه لا شك في أن الفنان سفير لبلاده في الخارج، و»الفن هو رأس حربة العمل الدبلوماسي»، يقول الوزير.

إيدير.. والسؤال المتكرر

لا يختلف اثنان على أن الفنان إيدير من أهمّ النجوم الجزائريين الذين حلّقوا بالفن الجزائري عاليا في سماء العالمية والإبداع، لذلك كان متوقعا أن يحاط هذا الفنان بهالة من الإعلاميين والمعجبين طيلة تواجده في هذا الحدث.
لم يأت إيدير خالي الوفاض، بل جاء وهو يحمل لمحبّيه ألبومه «هنا وهناك» الذي أدى فيه ثنائيات مع ألمع الأسماء الفنية، على غرار شارل أزنافور، فرانسيس كابرال، جيرار لو نورمان، وباتريك برويل، أدّى فيها أشهر أغاني هؤلاء ببصمته الخاصة.
هذا الألبوم لهذا الفنان، قال فيه الوزير ميهوبي إنه ناجح جدا، معترفا بأنه من المعجبين بإيدير منذ 1973.
ولكن السؤال الذي تكرر كثيرا على إيدير لم يكن حقيقة قرار اعتزاله الغناء كما تردد مؤخرا، وإنما تعلق الأمر بمسألة «هل سنرى يغني إيدير بالجزائر ذات يوم؟». هذا السؤال طرحته «الشعب» على إيدير في أكثر من مناسبة خلال اليومين الماضيين، وكان في كلّ مرة يؤكد أنه لن يغني بالجزائر، ولكنه بالمقابل أكد في كلّ مرة بأنه حاضر بالجزائر وموجود من أجل عشاقه ومحبيه. «من قال إنني لست هنا من أجل الذين يحبونني؟» يقول لنا إيدير، مضيفا بأنه سيتردد أكثر على الوطن. فهل سينتهي الأمر بهذا الفنان إلى الاستجابة لطلبات عشاقه باعتلاء الركح؟
لم يمنع هذا من أن يشيد إيدير، خلال حديثه إلينا، بالمساعي المبذولة من أجل تكريس الثقافة الأمازيغية وإعادة الاعتبار لها، ولكنه اعتبر بأن عملا كثيرا ما يزال ينتظر أن نقوم به. كما أشاد بمجهودات ديوان حقوق المؤلف، وقال إنه يحترم كل المؤسسات التي تعمل في مجالها من أجل خير البلاد، والدليل هو مجيئه في كلّ مرة لمساندة هذه المساعي.

ثنائي «الكينغ» و»الأمير» رهينة «المكتوب»

سألت «الشعب» الشاب مامي عن مدى استعداده لأعمال مشتركة ومشاريع جديدة مع فنانين آخرين، فأجاب بأنه لطالما كان مستعدا للقاءات فنية، ولكنه يفضل أن تكون عفويا وفي سياق طبيعي: «أحبذ اللقاءات الفنية العفوية التي لا تكون مبرمجة أو مخططا لها، أظن بأن جميع الثنائيات التي جمعتني بفنانين مثل سميرة سعيد وزوكيرو وستينغ كانت لقاءات طبيعية عفوية، بحيث كان هؤلاء يحبّون غنائي وصوتي وأنا كذلك، لذلك كانت لقاءات مثمرة».
عمدنا إلى تذكير مامي، الملقب بأمير الراي، بتصريح له وللشاب خالد منذ سنة، عبّرا فيه عن استعدادهما لخوض تجربة فريدة هي الغناء معا، ولكنها إلى غاية الآن لم تتعدّ مجرّد التصريح، فأجاب مامي بأنه «المكتوب»: «قد يتحقق ذلك في المستقبل، ولكن أول شيء نبدأ به هو أن نجد الأغنية التي تجمعنا».

مامي ينظر إلى القرصنة من زاوية مختلفة

في الوقت الذي يسارع فيه أغلب الفنانين إلى «جلد» القرصنة واستنكارها ورفضها جملة وتفصيلا، ينظر الشاب مامي إلى هذه الظاهرة، التي ترقى إلى مصاف الجريمة الفكرية، من زاوية مختلفة، يبدو أنها أكثر اعترافا بالحتمية التي يفرضها واقع جديد ترسمه وسائط الاتصال.
يرى مامي بأن القرصنة ستكون دائما موجودة، خاصة مع الدور الذي تلعبه وسائل الاتصال الحديثة، أنترنت ووسائط التواصل الاجتماعي، بالمقابل، يرى «أمير الراي» بأن القرصنة تعتبر شكلا من أشكال الإشهار للفنانين، وهي بذلك تقدم خدمة لهم بطريقة أو بأخرى. ويذهب مامي أبعد في فكرته، حينما يقول إن «الفنانين الذين لا تتم قرصنة أعمالهم هم فنانون لا يلقون رواجا».
هذه الرؤية «البراغماتية» لم تمنع مامي من الإشادة بالدور الذي يلعبه ديوان حقوق المؤلف والحقوق المجاورة في الحفاظ على حقوق الفنانين، إذ يعتبر الفنان بأن التعامل مع ديوان حقوق المؤلف كان أكثر تعقيدا في السابق، حيث «كان يجب المجيء ولقاء المدير وغير ذلك من العقبات.. الوضع الآن أحسن تنظيما في نظري»، يقول مامي مؤكدا أنه يحصل على حقوقه المادية من الديوان كل ثلاثة أو أربعة أشهر.

مامي يغنّي للجزائر

يحدث مامي عن جديده الفني أيضا. يقول بشيء من التستّر إنه اشتغل مؤخرا على أغنيتين أو ثلاثة، لمدة قاربت السنتين، وسيصدر هذا العمل الجديد في غضون شهرين أو ثلاثة في شكل «سينغل».
واعترف مامي بأنه أخذ سنتين للتفرغ خصصهما للعائلة والأطفال، «أعتقد أن هذا مهم جدا للفنان حتى يسترجع إلهامه ويجدد طاقته، وإلا فإن الأمر يتحوّل إلى روتين»، يقول مامي مضيفا: «سأعاود الصعود على الركح ولكن بعد صدور السينغل، لأنه يجب أن يكون لدي جديد أقدّمه للجمهور، ولا يمكن المجيء بأغان عمرها 25 سنة حتى وإن كان الجمهور ما زال يحبها، ولكن من الجيد العودة بجديد حتى وإن كان بسيطا من حيث العدد، لأنني أعرف بأن الجمهور سيكون حاضرا ولكن الأفضل أن يحضر للاستماع لأعمال جديدة».
وكشف مامي بأن السينغل سيكون موضوعه عن الجزائر، لذلك فسيتم تصوير الفيديو كليب المرافق له في الجزائر أيضا.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024