شهد له كل من قرأ إصداراته بأسلوبه المتميز وبنائه للرواية بطريقة حديثة ترتكز على أسس فلسفية وطرح إشكاليات لها إسقاطات مباشرة على الحاضر، وتستمد أحداثها من وقائع حقيقية وقد توّجت آخر أعماله السبعة «كتاب الماشاء» باللغة العربية بجائزة آسيا جبار في طبعتها الأولى والتي أطلقتها شهر ديسمبر الماضي المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار. إنّه الكاتب سمير قسيمي، الذي ترجمت أعماله إلى 14 لغة، والذي حلّ أول أمس ضيفا في ندوة نقاش متبوعة ببيع بالإهداء لكتابه المترجم إلى الفرنسية، «حب في خريف مائل» بمكتبة «شايب دزاي»ر بالعاصمة.
كشف الكاتب أنّ روايته «الماشاء» رحلة بحث عن الحقيقة ومحاولة طرح أسئلة عن الوجود والحياة والموت والخير والشر قد تخالج كل واحد منا، وهي رواية جديدة تكمل رواية «هلابيل»، الابن المهمش لأدم وحواء، الذي ولدت من نسله حسب خيال الكاتب الشعوب المهمشة، التي وأن تخسر دائما معاركها إلا أن لها إديولوجياتها ودياناتها وكتابها المقدّس «المشاء»، والذي يعني ما شاء الله.
وصرّح قسيمي قائلا إنّه استلزم من الوقت مدة 5 سنوات للبحث والتنقيب ودراسة الديانات والكتب السماوية والمعتقدات الدنيوية، إلى جانب البحث في تاريخ الاستعمار الفرنسي بالجزائر حتى تتوفر بعدها المادة الخام لروايته».
وقد دار النقاش حول واقع الرواية والسرد خاصة والكتابة الأدبية عامة، حيث تأسف الكاتب إلى فقدان الساحة الثقافية الجزائرية لمكانيزمات تساعد الإبداع لدى الشباب وتخلق النجومية، التي تنحصر دوما وأبدا على أسماء بارزة وتسير بطريقة هرمية، مشيرا أن فضاء الكتاب مسطح وفيه متسع للجميع».
وعن مشاركته في جائزة آسيا جبار، أشار قسيمي إلى أنّ التجربة كانت جد إيجابية لا سيما وأنّها مسابقة اتّسم تنظيمها بالجدية والسرية التامة.