افتتحت السّلطات المحلية بالمدية عشية أول أمس فعاليات شهر التراث لسنة 2017 تحت شعار «التّراث الثّقافي، دافع لتنمية الإقليم» تحت رعاية وزيــر الثّقافــة ووالي ولاية المدية على مستوى دار الثقافة حسن الحسني تحت أنغام الزرنة.
أكّد مدير دار الثقافة منير عيسوق في كلمة ترحيبية بهذه المناسبة بأن رئيس الديوان قد بات صديقا لمؤسسته ولقطاع الثقافة، معبّرا عن امتنانه الشديد لإحتضانه كونه يمثل شخص الوالي الذي ما فتئ يقدم كل العون لمثل هذه المبادرات، موضحا بأن هذا القطاع يولي التثمين والإهتمام من منطلق أن العاملين به ينجزون أعمالهم بأريحية كبيرة بفضل توصيات السلطات العليا والولائية وعلى رأسها والي الولاية، معتبرا بأن شهر التراث هو تخليد لأخاديد السيدة الجزائرية من التاء إلى التاء، موضحا أمام المدعوين بأن استقلالنا مكّننا من رفع شخصيتنا رغم تنوّعها وتجذّرها، مبديا استعداد طاقمه وكلا إطارات القطاع للتضحية أكثر لأجل الجزائر وتراثها.
أشار مدير دار الثقافة بأنّ أصوات الدف والقصبة لها أثرها العميق في نفوسنا على المستويين الوطني والدولي كون ذلك يربطنا بجذورنا، مثنيا في هذا الصدد على المجهودات التي تقوم بها مديرة المتحف الوطني العمومي للفنون والثقافة الشعبية من أجل المحافظة على تراثنا بمختلف فسيفسائه. اعتبر رئيس الديوان ابراهيم بومعزة بهذه الولاية نيابة عن الوالي، بأنّ شهر التراث يعد مناسبة غالية لتثمين التراث الوطني بنوعيه، مبرزا ما تزخر به هذه الولاية العريقة، معلنا عن افتتاح الرسمي لهذه التظاهرة، على أمل أن نتجح وتصل إلى الأهداف المنشودة.
قدّم الشّاعر معمر رزق الله قصيدة بعنوان «التّراث الشّعبي»، مبرزا فيها أمام الجمهور بأن ثقافة البلاد واسعة ولا يمكن حصرها في كلمات ومفردات، متبوعا بعرض فني حول بيوت ثراء إقليم من لدن جمعية الدالية بالمدية أبان مختلف ملامح هذا التراث العريق بكل من عاصمة الولاية ومدينة قصر البخاري، كما أمتعت فرقة عيساوة التراثية بالمدية الحضور بوصلات دينية صفّق لها المدعوون، ليستمتع هؤلاء بطبق غنائي من القناوة من طرف فرقة قعدة الواحة ببشار، ليتواصل حفل الإفتتاح بعرض للوحات راقصة شاركت فيها كل الفرق الفلكلورية المشاركة تحت أنغام الفرقة البشارية، ليختتم اليوم من هذه التظاهرة السنوية بتقديم أوبرا من قبل فرقة «تميزي» بتيزي وزو، جسدت تراث المجتمع القبائلي الضارب في عمق التاريخ.
تتضمّن هذه الإحتفالية برنامجا ثريا من خلال تنظيم يومين دراسيين حول موقع أشير، وعن شخصية الكاتب والباحث مولود معمري، إقامة ورشات حرفية مع معرض للبيع، تنظيم الرواق الوطني السادس للفنون التشكيلية تحت شعار «الإبصار بالقلوب»، إلى جانب عقد مئوية الراحل مولود معمري أيام 28 و29 من الشهر الجاري بالتعاون مع المحافظة السامية للأمازيغية، حيث برمجت زيارة ميدانية إلى ثانوية الدكتور محمد بن شنب حيث كان معمري أستاذا بها سنة 1947، كما ستعرف هذه التظاهرة تنظيم ندوات ومحاضرات متنوعة وذات صلة، بكل من دار الثقافة وبمتحف الفنون والتقاليد الشعبية بمشاركة مختصين في الميدان، مع العلم بأن الهيئات المشرفة على تأطير هذه المبادرة ستخص الأطفال ببرنامج خاص يمتد من 22 أفريل إلى غاية يوم 13 ماي من خلال عرض شريط حول التراث الثقافي متبوع بمناقشة بمقر متحف الفنون والتقاليد الشعبية، إقامة ورشة رسم للأدوات المعروضة وكذا ورشة حول كيفية دراسة المجموعات المتحفية.