نريد إسما أفنى حياته في خدمة الفن الرابع
أثارت تسمية المسرح الجهوي بقسنطينة بإسم الفنان الفرقاني مطرب أغنية المألوف، حالة احتقان وتنديد من طرف رجالات المسرح من مخرجين وممثلين وغيرهم من الشرائح الأخرى، خاصة وان حالة الرفض وصلت الى ان قام البعض من عائلة المسرح والمخرجين هواة ومحترفين بوقفة احتجاجية عرفتها مدينة قسنطينة هذه الايام، حيث تنوعت الآراء حول مبدإ الرفض، هل على شخصية الفنان الراحل محمد الطاهر الفرقاني، ام انه حول تسميته باسم شخصية ارتبط اسمها بالمسرح.
«الشعب»، حاولت التقرب من ابناء المسرح لمعرفة هذه الخلفيات فكانت هذه التصريحات التي نوردها في هذا الاستطلاع.
وهبي: الفرقاني فنان كبير نحترمه ومسيرته لا ينكرها إلا جاحد
أكد المسرحي المخضرم الأستاذ علاوة جروة وهبي أن وقفة رجال المسرح والمثقفين امام مسرح قسنطينة وقفة سلمية حضارية. الهدف منها رفض إطلاق اسم مغني على المسرح اذ ان ذلك لا يتناسب وطبيعة المسرح. اما الاسم الذي كان مقترحا فهو اسم المطرب الفرقاني. إلا ان الاحتجاج لم يكن ضد المطرب الفرقاني في حد ذاته بقدر ما كان رفضنا التعدي على حرمة المسرح وخصوصياته.
اعتبر جروة وهبي أن الفرقاني فنان كبير نحترمه ونحترم مسيرته الفنية ونقدره، لكن لا يمكن ان يسمي عليه صرح مسرحي فهناك مؤسسات كثيرة بالمدينة يمكنها حمل اسمه مثل متحف الفنون الغنائية او متحف التاريخية او المعهد الموسيقي وهي المؤسسات التي يتناسب نشاطها واختصاص الفرقاني. فالمسرح حري بان يحمل اسم واحد من رجالات المسرح الذين أفنوا حياتهم في خدمة الفن الرابع وأضافوا اليه امثال توفيق خزندار وهو رجل مسرح وشهيد او احمد رضا حوحو وهو رجل مسرح وشهيد او طواش او قاسي قسنطيني او بن الشيخ العقون او شعيب او بالقشي وكثيرون غيرهم ممن هم اجدر بان يحمل المسرح اسم واحد منهم.
في السياق ذاته يتساءل المسرحي علاوة هل يعقل مثلا ان نسمي قصر عدالة باسم الفرقاني او محكمة او.. الامر اذن ليس موقفا ضد الفرقاني ولكنه موقف ضد من ارادوا الاعتداء على حرمة المسرح. فالمعروف في كل انحاء العالم ان هذه المؤسسات ذات الخصوصية لا تحمل الا اسمها مسرح ولا يوجد في العالم مسرح باسم شخص إلا عندنا في الجزائر ثم ان مسرح قسنطينة يعد من اعرق المسارح وهو تحفة فنية ومصنف من طرف اليونسكو تراثا انسانيا لا يمكن التسامح في الاعتداء عليه ان كل الذين وقفوا السبت الماضي احتجاجا على محاولة السطو على المسرح وخصوصياته يتفقون على ان يبقى اسمه مسرح قسنطينة وفقط، لان تاريخه مرتبط بتاريخ المدينة وهو من معالمها الفنية واحتراما للمسرح واحتراما للفرقاني لنترك كل واحد في اختصاصه بعيدا عن الاخر.