اعتبر الأكاديمي عبد القادر ضيف الله، بأن تكريم رئيس الجمهورية لـ 15 شخصية من مثقفين وأدباء وفنانين وأكاديميين برفعهم إلى مصاف الاستحقاق الوطني؛ تقديرا وتكريسا لثقافة الاعتراف التي لا يمكن إلا أن تكون سمة حضارية تقطع الصلة مع كل ثقافات الجحود والنكران، التي طالما شعر بها الأكاديمي والمثقف والفنان الجزائري على مر التاريخ ، وفي الآن ذاته هو تكريم للثقافة وللفكر بجعلهما أولوية استراتيجية من أولويات البناء والإصلاح الوطني الذي لا يمكن أن يذهب بعيدا.
في السياق ذاته يتحدث الكاتب والإعلامي ضيف الله عن ثقافة الاعتراف التي كانت مغيبة بفعل النظرة الضيقة في بلدنا، و لأن المثقف الجزائري عبر تاريخه الطويل كان الوجه المضيء ولا يزال يحترق في صمت ليضيء على الآخرين، خدم الوطن في كل الأوقات وضحّى في سبيله ودافع عنه بكل أشكال الإبداع الفكري والثقافي والفني والسينمائي.. كما يمكن أيضا اعتبار أن الشخصيات المكرمة التي جمعت بين الراحلين منهم والأحياء بمنحها وسام بدرجة «عشير» من مصف الاستحقاق الوطني مثل: عبد الرحمن حاج صالح، أبو العيد دودو، نبهاني كريبع، الشيخ بوعمران، مولود معمري، شعبان أوحيون، جمال عمراني، يمينة مشاكرة، باية محيي الدين (فاطمة حداد)، براهيم بلجرب، عمر آيت زاي (الزاهي)، تيسير عقلة، أحمد بن بوزيد (الشيخ عطا الله)، محمد سليم رياض، الحاج رحيم. وآخرين من شأنها أن تحفز على تشكل الرمز الوطني خارج الرموز التاريخية المعروفة التي يحتفل بها بلد مثل الجزائر أنجز في تاريخه المعاصر أكبر ثورة في العالم.
ويختتم حديثه لـ «الشعب « بأن هذا التكريم هو تعبير عن رؤية تثمينية ومستقبلية من شأنها أن تغير وتعطي صورة حضارية ناصعة ستترسخ في أذهان الأجيال القادمة التي ستجد أمامها رموزا ثقافية وفكرية كان لها يوما بصمتها في التاريخ الحديث وساهمت في نهضة الوطن خاصة في هذه الفترة الحرجة من تاريخ الدول الوطنية، تعزيزا لمكانته في الداخل والخارج وفي الحفاظ على هويته.