تتواصل التصفيات المؤهلة لمهرجان مستغانم الوطني لمسرح الهواة، فبعد تصفيات ولايات الوسط ببودواو، التي اختتمت، سهرة الأربعاء الفارط، تنقلت لجنة التحكيم إلى ميلة التي تحتضن تصفيات ولايات الشرق، في انتظار محطّتي معسكر والأغواط شهر ماي المقبل.
أكّد المحافظ محمد نواري لـ»الشعب» جاهزية مستغانم للاحتفاء بخمسينية مهرجانها، ولاستقبال مختلف النشاطات والندوات والعروض التي ستتواصل على مدى سنة، بداية من غد الأحد.
اعتبر محافظ مهرجان مستغانم الوطني لمسرح الهواة، المرتقب من 9 إلى 15 جويلية المقبل لـ «الشعب» على هامش اختتام الأيام المسرحية التصفوية لولايات الوسط ببودواو، بأن احتفاء المهرجان بعيده الخمسين هذه السنة هو ثمرة بذل وعمل وعطاء لأجيال من الفنانين ومحبّي الفن الرابع.
قال نواري إن سنة المسرح بمستغانم، التي ستفتتح غدا الأحد 2 أفريل، ستشهد على مدى حول كامل عروضا مسرحية للمحترفين والهواة قادمة من مختلف مناطق الوطن، إلى جانب عدة محاضرات وندوات وملتقيات. وفي نفس السياق، سيعرف المهرجان نشاطات متنوعة على مدار السنة، انطلقت بالتكريمات التي مست رجالات المسرح الذين ساهموا بأن يعيش مهرجان مستغانم نصف قرن، مثل مسرحيي مليانة وسيدي بلعباس وقسنطينة.
إضافة إلى ذلك تتواصل التصفيات الجهوية المؤهلة للمهرجان، على غرار تصفيات الشرق الجزائري بولاية ميلة، التي انطلقت، أول أمس الخميس، بمجرد اختتام تصفيات الوسط ببودواو، سهرة الأربعاء، «على أن تتمّ تصفيات ولايات الغرب بمعسكر وولايات الجنوب بالأغواط، شهر ماي المقبل»، يقول نواري، الذي أثنى على جهود لجنة التحكيم المشكّلة من أهل الاختصاص. وموازاة مع ذلك، احتضنت جانت بأقصى الجنوب الجزائري ورشات تكوينية.
بالإضافة إلى العروض المسرحية داخل وخارج مستغانم، تحدث نواري عن لقاءين مهمين أحدهما بالاشتراك مع الهيئة العربية للمسرح حول تجربة المسرح الهاوي في العالم العربي، والثاني ندوة حول الحركة المسرحية ودورها في الفعل الثقافي.
ستتواصل الملتقيات الوطنية والدولية إلى غاية 27 مارس 2018، يقول نواري، بالاشتراك مع جامعة مستغانم وجامعات أجنبية، إلى جانب تربصات وورشات تكوينية على مدار السنة.
سألنا نواري عن مدى الاستعداد اللوجيستي لهذا البرنامج الثري والطموح، فأجابنا بأن الدولة ممثلة في وزارة الثقافة وولاية مستغانم قد سخّرت إمكانات بشرية ومادية مهمة، وأن السلطات المحلية وعلى رأسها والي مستغانم تتابع عن كثب التحضيرات لهذه التظاهرة.. «صحيح أن ترشيد النفقات يلقي بظلاله على التظاهرة، ولكن حان الوقت أن نخلّص عملنا من ارتباطه المباشر بالمقابل المادي.. واجبنا كفنانين ومسؤولين ومسيرين أن نسطر برنامجا ثريا ومهمّا ولكنه يتفادى التبذير في نفس الوقت»، يقول نواري مستشهدا بمهرجانات أجنبية تشارك فيها الجمعيات والفرق المسرحية دون مقابل مادي.
أما عن سؤالنا حول استقطاب التظاهرة لتمويل الخواص، تأسف نواري لكون ثقافة التمويل تقتصر على الجانب الرياضي فقط، ولم تتطور بعد في المجال الثقافي.
اقتربنا من المسرحي محمد أدار، رئيس لجنة تحكيم التصفيات المؤهلة للمهرجان، وواحد ممّن شارك في أول طبعة من المهرجان سنة 1967 كفنان هاوٍ.. سألناه عن تقييمه للمستوى الفني العام للتصفيات إلى غاية الآن، فأجاب بأن المستوى مقبول عموما، ولكنه اعترف بأنه كان ينتظر أعمالا أحسن خاصة وأن المناسبة هي الاحتفال بخمسينية مهرجان مستغانم. من نقاط الضعف المسجلة، أشار رئيس لجنة التحكيم إلى غياب خطّ رابط بين بداية المسرحية ونهايتها في بعض الأعمال المشاركة في التصفيات.
بالمقابل، يؤكّد أدار بأننا «نملك مادّة خاما واعدة، وممثلين شبابا يملكون الموهبة والرغبة وحبّ المسرح، ولكن ينقصهم التكوين والتأطير، وللإخراج والسينواغرافيا ومختلف مكونات المسرح قواعد يجب احترامها». وشدّد أدار على أن الفن ليس علوما دقيقة، ولكن الفنان القابل للتطور والتحسن هو ذاك الذي يتمسك بالتواضع والإيمان بما يقوم به.