فيلم “رجل ومسرحان” افتك الجوائز والتتويج بمهرجان مدغشقر أملنا
فيلم “رجل ومسرحان” والضجّة الكبيرة التي تركها في إطار نجاح السينما المحلية، تجربة تستحق الوقوف عندها، الفيلم الذي أنجزته مجموعة من الشباب الهواة من مسرح سوق أهراس، بدعم من نخبة فنية، إستطاع أن يحقق حلما كبيرا لهاته الأنامل الشابة، يأتي على رأسها الفنان الواعد الممثل المسرحي “طارق عتروس”، أردنا من خلال هذا الحوار أن نقف على تجربة مسرحية من طرف أحد الهواة الذي تعلق بالمسرح وعمل جاهدا بإمكانيات تكاد تكون منعدمة، فكان لنا معه هذا الحوار الشيّق.
«الشعب”: من هو طارق عتروس وكيف هب تجربته؟
طارق عتروس: طارق عتروس فنان مسرحي خريج معهد اللغة العربية وآدابها، منذ الصغر وخلال الاطوار المدرسية التي تدرجت بها كانت لي هواية التمثيل وتقليد الاصوات، وحب أداء جميع الأدوار الفنية، كان لي أول عمل مسرحي سنة 2012 في المسرح الاحترافي، وهي التجربة التي فتحت لي العديد من الآفاق المسرحية، أين واجهنا الجمهور بترحاب كبير، ماكان دافعا كبيرا لي لكي أستمر في هذا المسار الفني، بعدها كانت لي مسرحية “الصاعدون للأسفل” وهي مسرحية إجتماعية تم أدائها بالمسرح الولائي سوق أهراس، نفس الشيء كانت ناجحة جدا وكان لها دور كبير في إعطائي دفعة قوية باتجاه الصعود للأعلى ونحو تحقيق المزيد من النجاحات في هذا الاطار، أيضا كانت لي تجربة رائدة في مسرحية “بستان المحبة”.
ما مضمون المسرحية وأي رسالة تحملها وكيف هي تجاربك الاخرى؟
المسرحية التي كان لها دور إنساني كبير ينقل أهم ما يدور في المجتمع، أين فعلا، عرفت أن لي باع في الاداء المسرحي يجب ان اهتم به وأنميه بالقراءة والكتابة والتدريب المتتالي والمستمر، لأن الانقطاع يعتبر عائقا أمام تطوير الذات الفنية. أيضا كانت لي تجربة أعتز بها كمسرحي في تمثيل أحد الأدوار ضمن مسرحية “اللاز “ للطاهر وطار، وهي المسرحية التي جلبت لي أيضا بعدا آخر يميل الى الشهرة بحكم الشهرة الكبيرة لهاته الرواية للكاتب الكبير بن مدينة سوق أهراس الطاهر وطار. أيضا من بين الاعمال التي إجتهدت في انجازها ككاتب مسرحي، كتابة مسرحية “قونقستار” وهي تعني السارق أو الرجل غير المرغوب فيه، وكانت تأخذ حيزا للطفل أيضا، بالاضافة إلى مونودراما “رأس الخيط”.
رغبة مني أيضا في الوصول الى القاعدة الاجتماعية خاصة على مستوى مدينتي سوق اهراس، أشرفت على تنشيط حصة إذاعية لمدة عام بعنوان: “بانشو”، وهي حصة موجهة للاطفال خاصة، من اقتباس الرسوم المتحركة المعروفة، أين عملت على خلق وابداع على مستوى مسرح الطفل، وفعلا كانت تجربة رائدة أعتز بها جدا.
عاد اسم طارق عتروس بقوة الى الفيلم القصير “رجل ومسرحان”، مرشحا لأحسن دور رجالي، لك أن تحدثنا عن هذا الموضوع؟
هذا الفيلم حقيقة كان حلما بالنسبة لي وكذا للفريق الذي أنجزه، من حيث الامكانيات وكذا من حيث قلة التجربة والخبرة، لكن فعلا مع الارادة إستطعنا أن نتبوأ بهذا الفيلم القصير مراتب متقدمة، الفيلم الذي تم انجازه بين ولايتي سوق أهراس وعنابة.
بدأت فكرة الفيلم بعد أزيد من 03 أشهر، أين وضع السيناريو الكامل له، وتم التفكير في طريقة تجسيده، أين اعترضتنا العديد من العراقيل في ما يخص إفتكاك التراخيص القانونية لانجازه، وفعلا تجاوزنا ذلك، ونتجه الى المرحلة الاولى وهي التصوير، أين اعتمدنا على فريق من عنابة وسطيف، والاستعانة بمهندس صوت تونسي كما نشكر أيضا كلا من سلطات مدينتي سوق أهراس وعنابة على مختلف التسهيلات التي وضعوها لنا في عملية التصوير، لنصطدم بعد ذلك بعملية إجراء المونتاج لهذا الفيلم، أين تم الاستعانة بالتونسي ماهر زيتوني الذي تحمل معنا أعباء إنجاز المونتاج، أما الميكساج فقد تم الاستعانة بالمختص سيف الدين الهمامي في عملية كتابة التاريخ الموسيقي للفيلم، بقي لنا المرحلة الاخيرة وهي التلوين أين استعنا بالمخرج عيسى جوامع، هذا الاخير الذي كان له تكوين في كندا، فتم الإتصال بمهندسين من المكسيك، وبعثنا الفيلم عن طريق التواصل بالانترنت وتم تلوينه.
مسار طويل مع هاته التجربة المسرحية، هل لك أن تحدثنا عن مسارك في هذا الفيلم؟
الفيلم انجز من خلال المصروف الشخصي للفريق الذي أشرف على عملية اخراجه الاولى، ولا ننكر أيضا بعض الاعانات، خاصة إعانة السيناتور السيد جبار الطيب، كان له تشجيعا خاصا لنا، الى جانب العديد من الخواص، مثل المقاول الذي انجز مسجد الأمان وهو أيضا مشكور على هذا الاسناد لنا وللفيلم، ووكالة السياحة والاسفار سوق أهراس.
تجربتي في الفيلم حقيقة هي بالنسبة لي فرصة العمر، وفعلا لقد استغليت هاته الفرصة وبذلت كل ما بوسعي لأتميز في الاداء، وهذا كلام الجمهور الذي رأى الفيلم فأنا اعتز بهاته التجربة الفريدة، فالفيلم تم عرضه حاليا بمهرجان بنغلاديش، وكذا مهرجان بيلاروسيا، وتم تمريره في سوق الافلام بدبي، الى جانب عرضه في بانوراما السينما الجزائرية بفرنسا.
ونحن ننتظر بفارغ الصبر ما سيسفر عليه المهرجان الافريقي ببنغلاديش، لأن الفيلم مرشح للجائزة الاولى، وأنا أيضا مرشح لافتكاك جائزة أحسن دور رجالي.
نجاحك تحقّق من امكانيات شبه منعدمة، ما السر؟
هو ليس نجاح بعد، أنا مازلت أعمل وأعمل من أجل الوصول إلى تحقيق مختلف الافكار المسرحية التي تراودني، المسرح هو موهبة وتدريب مستمر، وكذا ثقافة قراءة تنعكس على ركح المسرح، لا يمكن ان تنتظر من مسرحي أداءً مميزا، وهو بعيد كل البعد عن الواقع أولا، وعن العمل الدؤوب والمستمر. أوجه أيضا من خلال هذا الحوار كلمة الى الشباب الجزائري الذي له ميولات مسرحية، يجب الحفاظ على الملكية الفكرية، لأن ذلك يعزز الابداع الفردي، ويساهم في تطوير الامكانيات أيضا. لا بد أن يمر المسرحي بالعديد من المحطات لكي يصل الى المستوى الذي يريده، وهاته كلها تساهم في صقل ذاته الفنية.