ترأّس وزير الثقافة والفنون زهير بللو لقاء موسّعا لمتابعة مدى تقدم دراسة مشروع إنجاز المركز الوطني للأرشيف السينماتوغرافي في ولاية عين الدفلى.
المبادرة تأتي كخطوة للحفاظ على الأرشيف والتراث السينمائي الوطني وتعزيز صناعة السينما في الجزائر، وقد شارك في هذا اللقاء العملي كل من ممثل مختص عن وزارة الدفاع الوطني، مهندسو ومدير مكتب الدراسات للهندسة المعمارية، المكلف بالدراسة ومتابعة الأشغال، وعدد من الخبراء في مجال حفظ وصيانة الأرشيف السينمائي، إضافة إلى إطارات الوزارة المعنيين بالملف. كما حضر الاجتماع ممثلون عن الوكالة الوطنية لتسيير إنجازات المشاريع الكبرى للثقافة والمؤسسات تحت الوصاية المعنية بالسينما.
خلال اللقاء دعا الوزير بللو إلى تكثيف الجهود على مستوى المركزية وضرورة متابعة هذه الدراسة ومرافقتها، مع توفير كل المعطيات حول إحصاء حالات الحفظ للأرشيف السينماتوغرافي المتواجد عبر عدة مؤسسات تحت الوصاية، لتمكين المهندسين من تخطيط ملائم لهذا المركز المهم.
وأسدى الوزير تعليمات لمتابعة الدراسة بصفة مستمرة لضمان نجاعتها، من خلال عقد لقاءات واجتماعات تقنية دورية، والعمل على تذليل كل العقبات التي قد تعترض تقدم الدراسة في آجالها التعاقدية، مؤكدا في سياق حديثه بأنها ستسمح بمباشرة الأشغال بعد اعتمادها، باعتبار أنّ هذا المشروع يأتي ضمن توجهات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، ورؤيته الجديدة نحو جعل قطاع الصناعة السينماتوغرافية ركيزة أساسية في التنمية الثقافية والاقتصادية، من خلال توفير بنية تحتية حديثة تدعم الإبداع السينمائي وتحافظ على ذاكرة السينما الوطنية.
كما شدّد زهير بللو على ضرورة إيلاء هذا المشروع المحوري أولوية قصوى، على اعتبار أنه يُساهم في الحفاظ على ذاكرة الجزائر السينمائية، مشيراً في سياق آخر إلى ضرورة مشاركة مؤسسات التكوين التابعة للقطاع بتكوين تقنيين متخصصين في مجال الأرشيف السينمائي لضمان تسيير هذا المرفق مستقبلا وعلى أحسن وجه، وهو ما سيساهم في ضمان استدامة للأرشيف على المدى البعيد. وأضاف أنه من خلال تأهيل الكوادر البشرية، سيتمكن المركز من التعامل مع الأعمال السينمائية القديمة بطريقة علمية ومهنية تحفظ جودتها وتاريخها.
وخلال الاجتماع، قدَّم مكتب الدراسات المكلف بالمشروع عرضاً مفصلاً عن التقدم المحرز في دراسة المشروع، حيث تمّ التركيز على الجوانب التقنية والتصميمية للمركز الذي سيُخصص لجمع وحفظ الأرشيف السينمائي الوطني. كما تمت مناقشة سبل رقمنة الأرشيف وفهرسته، بالإضافة إلى المعالجة الوثائقية للأفلام.
ومن المتوقّع أن يتضمن المركز فضاءات مخصصة للتخزين والحفظ، وقاعات لترميم ورقمنة الأفلام وقاعات لترميم وصيانة الوثائق والملصقات، إضافة إلى قاعات للباحثين والمؤطرين، وأخرى لعرض الأفلام، مما سيشكل إضافة هامة في مجال حفظ التراث السينمائي الوطني وتطويره.