من قلب الكثبان الرملية بأدرار، يلتقي سحر الصحراء بروح المقاومة الفنية، من 1 إلى 7 ديسمبر المقبل، في فعاليات المهرجان الثقافي الدولي لمسرح الصحراء (SITFA) هذه الطبعة الجديدة تحمل دلالات متعددة، إذ تكرّس تكريما مزدوجا: أوله موجه إلى فلسطين، التي اختيرت كموضوع محوري للمهرجان، وثانيه إلى روح الأستاذ أحمد حمّومي، أحد أعمدة المسرح الجزائري الذي رحل مؤخرا.
تحت شعار «المسرح مقاومة»، يطمح المهرجان إلى جعل الفن الرابع أكثر من مجرد عرض جمالي، بل مساحة للتعبير الحر، وحفظ الذاكرة، وبناء جسور التضامن بين الشعوب.
وأعلن محافظ مهرجان «مسرح الصحراء»، أن جنوب إفريقيا ستكون ضيف الشرف لهذه الدورة، في إشارة إلى الروابط التاريخية التي جمعت الجزائر بجنوب القارة في مسارات التحرر الوطني. ويتزامن اختيار 5 ديسمبر كيوم فناني أدرار مع ذكرى رحيل الزعيم نيلسون مانديلا، ما يمنح الحدث بعدًا رمزيًا عالميًا يجمع بين الاحتفاء بالإبداع المحلي وتخليد مسيرة رجل جسّد نبل المقاومة السلمية.
إلى جانب ذلك، يخصص المهرجان وقفة وفاء لروح أحمد حمّومي، الجامعي والمسرحي الذي كرّس حياته للبحث الأكاديمي وتكوين الأجيال الجديدة، وأغنى المشهد الوطني بقراءاته النقدية وإسهاماته الفكرية. بتكريمه، يؤكد SITFA أن المسرح هو أيضًا فضاء للتأمل، ولغرس قيم المواطنة والانخراط المجتمعي.
ولا يقف البعد الإنساني للمهرجان عند هذا الحد، إذ اختار المنظمون أن تكون القضية الفلسطينية محورا رئيسيا، عبر عروض مسرحية وقراءات وندوات تضع معاناة الفلسطينيين وصمودهم في صلب النقاش الفني. المسرح، هنا، يصبح لغة كونية قادرة على تجسيد الألم والأمل معًا.
من جهة أخرى، يولي SITFA اهتماما خاصا بالإبداع المحلي، من خلال تخصيص يوم كامل لـ»فناني أدرار»، حيث ستقام معارض، ولقاءات، وعروض، وقراءات، تعكس ثراء المشهد الثقافي الصحراوي، وتفتح المجال للتفاعل مع مبدعين قادمين من قارات مختلفة.