تستعد سيرتا، عاصمة المالوف الجزائرية، لاحتضان فعاليات المهرجان الدولي للمالوف في طبعته الجديدة التي ستقام من 22 إلى 25 سبتمبر الجاري، تحت شعار «المالوف من المدرسة إلى العالمية»، بمشاركة عشرة بلدان عربية وأوروبية، وبحضور 144 فنان سيضفون على «مدينة الجسور» أجواء احتفالية عالمية تجمع بين الطرب الأصيل والانفتاح الثقافي.
ستعرف الطبعة الجديدة للمهرجان مشاركة 25 فنانا ينشطون السهرات الكبرى بالمسرح الجهوي محمد الطاهر الفرقاني ودار الثقافة مالك حداد، من بينهم أسماء وازنة في ساحة المالوف، على غرار الفنان عباس رياض، إلى جانب فرق موسيقية من تونس، إسبانيا، تركيا، فرنسا، وغيرها بما يعكس البعد المتوسطي والانفتاح الدولي للتظاهرة.
كما برمجت اللّجنة المنظّمة عروضا فنية موازية في الساحات العمومية وعروض الشارع، فضلا عن ندوات فكرية وورشات تكوينية لفائدة الطلبة والهواة في تقنيات العزف والإيقاعات التقليدية، وهو ما يمنح المهرجان بعدا أكاديميا إلى جانب طابعه الفني.
«سفيـنة المالــوف»
وفي إطار إثراء هذه الطّبعة، أعلنت وزارة الثقافة والفنون عن إصدار كتاب جديد موسوم بـ «سفينة المالوف»، ثمرة 15 شهرا من البحث والتدوين، سيتم تقديم نسخته الأولى لوزير الثقافة والفنون زهير بللو، ليكون مرجعا علميا وتوثيقيا لتراث المالوف ونقله للأجيال القادمة.
قسنطيـــنة فـي ثــوب عالمي
من المنتظر أن تستقطب الفعالية آلاف الزوار من داخل وخارج الوطن، حيث جرى تعزيز قدرات الاستقبال بالفنادق والمرافق السياحية، إلى جانب إعداد برنامج سياحي موازٍ للتعريف بالمعالم التاريخية للمدينة مثل الجسور المعلقة، قصر أحمد باي، والمدينة العتيقة، ممّا يعزّز ربط الجانب الفني بالبعد السياحي والثقافي لقسنطينة.
وأكّد محافظ المهرجان الفنان «إلياس بن باكير»، خلال الندوة الإعلامية التي احتضنها المسرح الجهوي بحضور الأسرة الإعلامية، أنّ المهرجان لم يعد مجرد مناسبة فنية بل تحول إلى رهان استراتيجي لتثمين التراث اللامادي الجزائري وإبرازه في المحافل الدولية، باعتبار المالوف جزءا من الهوية الوطنية وجسرا للتواصل بين الشعوب.
وبينما تتواصل الاستعدادات على قدم وساق، يترقّب عشّاق المالوف افتتاح التظاهرة التي ستجعل من «مدينة الجسور» عاصمة عالمية للطرب الأصيل، حيث يلتقي عبق الماضي بإبداع الحاضر في مشهدية فنية استثنائية.