يعتبر الكاتب والصحفي والمؤرخ عمار بلخوجة من القلائل الذين يجمعون بين لغة فولتير، وتاريخ الجزائر الحديث، زيادة على الإرث الصحفي والحقائق التاريخية التي يمتلكها جراء عمله في الحقل الإعلامي طيلة 40 سنة خلت، وقد كانت للصحفي الذي قلد مؤخرا وسام شهادة دكتوراه شرفية من قبل جامعة ابن خلدون بتيارت جولات و صولات صحفية وعلمية لجمع الحقائق والوقائق نتج عنها كتابة وانتاج اكثر من 30 كتابا في شتى أنواع الثقافة والفن و التاريخ وحتى الانتروبولوجيا.
انخرط في العمل الاعلامي باكرا، عمل كمراسل لجريدة المجاهد من مدينة تيارت لمدة فاقت 24 سنة، كان له الفضل في التعريف بتيارت ثقافيا وتاريخيا وإعلاميا من منبره الإعلامي كانت مراسلاته ترسل عبر الحافلة المتوجهة الى الجزائر اين ينتظرها احد الناقلين ويحملها للجريدة ليتم التصحيح والتحرير ويظهر المقال الصحفي بعد اسبوع او اكثر ونشوة لم ينساها ساهم في احياء عدة شخصيات محلية كالشهيد حمداني عدة وقايد احمد والشهيد علي معاشي، ولم ينس بلخوجة علم الاجتماع، حيث قارن بين علم ابن خلدون والعلماء المعاصرين، وكذا البشير الإبراهيمي صاحب المنهج الإصلاحي، اما في مجال السينما فقد شرع منذ مدة في كتابة سيناريو عن الشهيد حمداني عدة، كاد هذا المشروع أن يرى النور لو المنية التي اختطفت المخرج عبد الرزاق هلال، مما أدى الى تأخير اخرج الفيلم. وللكاتب عدة مواقف ومحطات تاريخية عاشها بنفسه يتكلم عنها في كتبه التي كتبت كلها بالفرنسية.
الكاتب يكرم بمسقط رأسه
في مبادرة فريدة استحسن المثقفون والطلبة وعامة المواطنين قامت جامعة ابن خلدون والمتمثلة في تشريف الكاتب بلخوجة بمنحه شهادة دكتوراة شرفية تثمينا لمجهوداته في مجال الابداع والكتابة والتاريخ، التكريم سبقته مناقشة رسالة الدكتوراه للكاتب الصحفي بلخوجة والتي اقتصرت على مناقشة بعض ما جاء في كتبه الكثيرة والتي تعذر التطرق اليها كاملة، لجنة المناقشة تكونت من اساتذة ودكاترة تراسهم الدكتور بن جامعة الطيب عميد الكلية بتيارت وأساتذة جاءوا من ولايات تلمسان وسيدي بلعباس ومستغانم والمدية، وقد دامت المناقشة قرابة الساعة لتعطى الكلمة لصاحب المشروع بلخوجة الذي أسهب في شرح ما جاء في الكتب التاريخية التي كتبها وعرضها اما اللجنة والحضور الذين توافدوا على المكتبة المركزي للجامعة بكارمان ولا سيما ان جل الحضور قرأ للكاتب منذ سنوات، مما جعلهم يتفاعلون مع عرض شهادة الدكتوراة الشرفية و الفخرية.
الدكتور عمار بلخوجة الذي كان مرفوقا بابنته خديجة بلخوجة حثّ الشباب الحاضر من الطلبة على دراسة تاريج الجزائر لأنه إرث وحضاره ومباهاة امام الأمم لأن الجزائر أرخت للعالم لكونها تعرضت لاستعمار ترك جرائم جسمانية ومعنوية لا تنسى وكانت سبب تحرير الكثير من الشعوب.
بلخوجة سُئل عن سبب تعلقه بالكتابة بالفرنسية فأجاب ان سبب استراتيجي وممنهج لكونه كانت كتاباته موجه اثناء الاستعمار لأبناء فرنسا الذين كانوا يجهلون حقيقة ما يفعله الاستعمار بالجزائر زيادة على التضليل الإعلامي الذي كانت تسلطه السلطات الاستعمارية على مواطنيها .