يتواصل عبر مختلف المؤسسات والمراكز الثقافية بولاية بومرداس برنامج شهر التراث لهذه السنة، الذي اختار هذه المرة النزول إلى بلدية “بغلية” التي احتضنت فعاليات الافتتاح الذي أشرفت عليه مديرية القطاع بالتنسيق مع السلطات المحلية والجمعيات المتخصصة في المجال، بتنظيم أنشطة ومعارض ومداخلات لباحثين وأكاديميين توسعت لأهل الاختصاص العلمي في مجال الذكاء الاصطناعي الذي اختير كشعار للتظاهرة..
نشط الباحث والأستاذ الجامعي يوسف يحياتن من كلية العلوم والتكنولوجية لجامعة بومرداس نهاية الأسبوع، مداخلة بدار الثقافة رشيد ميموني، تحت عنوان “الذكاء الاصطناعي ودوره في حماية التراث” التي عكست شعار التظاهرة الثقافية الخاصة بشهر التراث لهذه السنة الذي اختارته الوزارة الوصية، من أجل إبراز أهمية التكنولوجيا الحديثة وكيفية استعمالها وتسخير تطبيقاتها في ميدان التوثيق الرقمي للتراث الثقافي المادي واللامادي، تحليل البيانات وتقديم حلول مبتكرة، وكذا طرح أهم التحديات القانونية والأخلاقية في مجال الحماية والحفاظ على الخصوصية وأصالة المنتوج، وغيرها من التقنيات التكنولوجية المستحدثة والدقيقة التي تتطلب إشراك الفاعلين والمختصين في المجال على مستوى كليات العلوم والتكنولوجيا لمرافقة القائمين على القطاع الثقافي من أجل انجاح هذه الاستراتيجية..
وركز الباحث خلال المداخلة على هذه النقاط الأساسية وأهمية هذه الوسيلة التكنولوجية الحديثة في حفظ وحماية الموروث الثقافي المادي واللامادي ونشره بطريقة مبتكرة، مع إبراز التقنيات الحديثة وأهم التطورات العلمية في مجال الذكاء الاصطناعي، خصوصا ما تعلق بعملية الترميم الرقمي للمخطوطات والرسومات الأثرية التي طالها التلف بفعل الزمن والعوامل الطبيعية، تحليل البيانات وإعادة بناء النماذج الأصلية للقطع التاريخية بفضل تقنية الرؤية الحاسوبية ومعالجة الصور، مما يساهم في حماية التراث الوطني ومواجهة مختلف أشكال الاستغلال غير القانوني وظاهرة القرصنة الالكترونية التي تطال هذا الارث التاريخي الذي يشكل أحد مقومات الأمة وخصوصياتها الحضارية، خاصة الجزائر التي تتعرض لهجمات واعتداءات منظمة على موروثها الزاخر والمتنوع في كل أنواع الفنون الابداعية.
وقد سطرت دار الثقافة رشيد ميموني لبومرداس برنامجا ثريا بالأنشطة طيلة شهر التراث المتواصل إلى غاية 18 ماي القادم، شملت معارض للصناعة التقليدية والحرف، معارض للفنون التشكيلية، معرض للكتاب المتخصص في مجال التراث والآثار القديمة التي تبرز أهمية الحفاظ على هذه الكنوز التاريخية وإبراز الرصيد الزاخر للجزائر والمنطقة، تنظيم أياما تحسيسية ولقاءات جوارية لفائدة تلاميذ الابتدائي والمتوسط تتضمن توجيهات وإرشادات وتقديم معلومات للتعريف بأهمية الموروث الثقافي المادي واللامادي وكيفية الحفاظ عليه.
كما سيتخلل البرنامج الثقافي تنظيم عدد من المداخلات والملتقيات العلمية، بالتنسيق مع كلية العلوم والتكنولوجية وعدد من الهيئات الفكرية والمؤسسات المختصة في التراث، لإبراز أهمية الذكاء الاصطناعي ودوره في حماية وترقية الموروث الثقافي، منها تنظيم يوم دراسي حول دور التكنولوجيا في حماية المعالم الأثرية وتثمينها، بالتنسيق مع الديوان الوطني للحظيرة الثقافية للأطلس الصحراوي بتاريخ 13 ماي المقبل، ندوة فكرية حول دور التكنولوجية في حماية الأثار من عملية النهب والسرقة بالتعاون مع مديرية الأمن الولائي، إضافة إلى ندوة تعالج دور المنظومة القانونية الجزائرية في حماية التراث من ظاهرة التجارة غير الشرعية، بمشاركة مختصين من مؤسسة حصن 23 بالجزائر العاصمة.