الجزائري مراح الفائز بمسابقة برنامج الأمم المتّحدة الإنمائي

«المثقّف يساهم في بناء الحضارة الإنسانية”

أسامة إفراح

فاز الفنان الجزائري الشاب مراح محمد جمال الدين أبو بكر بالمسابقة التي نظّمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ليتمّ اختياره ضمن سبعة عشر شخصا أطلق عليهم البرنامج اسم “أبطال الباندا لأهداف التنمية المستدامة”. وقد تمّ اختيار الفيديو الذي شارك به مراح، والمتعلق بهدف جودة التربية والتعليم، من بين مئات التسجيلات المشاركة التي تتحدث عن مختلف أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر.
  عاد جمال الدين مراح الأسبوع الفارط من الرحلة التي قادته إلى مدينة تشنغدو بالصين رفقة الفائزين الآخرين القادمين من 14 دولة مختلفة، حسبما علمناه من مكتب الجزائر لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مسجّلا بصمة الجزائر في هذه المسابقة العالمية الهادفة.
جمال الدين مراح فنان وأستاذ وكاتب جزائري شاب من مواليد وهران، تعلّم ابن الثمانية والعشرين ربيعا الموسيقى منذ الصغر، كما اختار انتهاج طريق الفن السابع، وقد استفاد من مساعدة والده المنتج السينمائي والمخرج السابق في التلفزيون الجزائري. شارك سنة 2012 في ورشة عمل الرقص والفن والإيقاع والثقافة في شاتورو بفرنسا، وذلك بدعوة من المركز الثقافي الفرنسي بتلمسان وسفارة فرنسا في الجزائر.
جمال الدين حاصل على شهادة الماستر في الأدب الفرنسي، ويعمل حاليا موظفا في متوسطة في مجال الاستشارة، وافتتح في منزله قسما لتدريس الموسيقى والرسم والعزف على آلة الغيتار، وهو يسعى من وراء ذلك إلى تكوين “جيل فنّان”، ولديه حاليا أكثر من عشرين طالبا، كما أنجز أشرطة وثائقية بمعية والده.
ويقول مراح في حديث لإذاعة أخبار الأمم المتحدة: “لم أكن أعرف من قبل الأهداف العالمية التي أقرّتها الأمم المتحدة، ولم يخطر على بالي عندئذ أنني سأفوز بهذه المسابقة العالمية”. ويضيف بأنه عرف بالمسابقة بفضل زميل له آمن بإمكانياته وبقدرته على النجاح في المسابقة، ودلّه على صفحة الفايسبوك الخاصة بها، واعترف الشاب الجزائري بأنه لم يكن يتوقّع الفوز بهذه المسابقة العالمية.
ويضيف مراح بأنّه اختار أن يكون الفيديو الذي شارك به متعلقا بالهدف الرابع من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وهو هدف جودة التربية والتعليم. ويقول إن ذلك راجع إلى عاملين: “الأول هو عامل شخصي لأن في عائلتي جدي، رحمه الله، وأمي ساهما في التربية وتكوين جيل مثقّف..كان جدي إماما وأستاذا في اللغتين العربية والفرنسية، وأصبح مفتشا تربويا. وأمّي تدير الآن مدرسة وتعمل في هذا المنصب منذ أكثر من خمس وثلاثين سنة”.
أما العامل الثاني، يسترسل مراح، فهو كونه يعتبر التربية أساسا لكل شيء: “بالتربية نستطيع أن ننهض بالأمة إلى مصاف المجتمعات المتقدمة من حيث الأخلاق والعلم والبسالة..نحمل هذه المفاتيح لنوفّر نورا وسعادة للبشر”.
ويربط مراح التربية بالثقافة، والثقافة بتحقيق بقية أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، إذ يقول: “إذا كنت مثقّفا، يعني أنّك تعلم أنّ الصدقة حق لليتيم وتصبح واعيا أن عليك واجبا يحتم التصدق في سبيل الخير، في سبيل الله: مالك، طعامك، لباسك وخاصة وقتك..هذا الأمر يسهل علينا القضاء على المجاعة والفقر، وهو ما أقرّته الأمم المتحدة في الهدف الأول من أهداف التنمية المستدامة..إذن، كل الأهداف لها علاقة وطيدة بالتربية: إذا كنت مثقفا، سوف تنصت إلى الآخر مهما كان جنسه ولونه ولغته ودينه..تنصت وتعطي رأيك دون الحوار الكثير والسب والشتم في الأخير..وإذا عملنا بهذا المبدأ مثلا، سوف نحقق الهدف العاشر وهو المساواة بين الجنسين”.
ويخلص مراح إلى أنّ التربية “تصطدم مع الإرهاب والجهل والتخلف، والإنسان المثقف أيا كان دينه، فهو يمد يده لبناء حضارة إنسانية”.
وإلى جانب الموسيقى التي يعشقها ويدرّسها، يعتبر مراح بأنه تشرّب حبّ الفن السابع من والده، ويعتبر السينما “أعظم وأقوى أداة لتغيير البشرية”، ويؤكّد في ذات الحوار أن هدفه الأوّل هو تكوين جيل له علاقة مع الفن.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024