الكتابة للطفل تستدعي شروطا لا يمكن التعاضي عنها
على هامش الطبعة العاشرة من الأيام الوطنية لمسرح الطفل التي تحتضنها مدينة بودواو ببومرداس، والتي تتواصل إلى بعد غد الخميس، التقينا بمحمد الناصر تايب، رئيس لجنة التحكيم في التظاهرة، وهو ممثل سينمائي ومؤلف مسرحيات ومسلسلات تلفزيونية على غرار “عمارة الحاج لخضر”، تطرق محمد الناصر إلى خصوصية مسرح الطفل وأهمية أن يقدم الأطفال هذا النوع من المسرح.. كما أصرّ على أن توكل مهمّة الكتابة للطفل إلى المختصين في التربية واللغة.
«الشعب”: في البداية، ما هي المعايير التي تعتمدون عليها في عملية التحكيم والمفاضلة بين مختلف الأعمال المسرحية المتنافسة؟
محمد الناصر تايب: هنالك قاعدة تتفق عليها اللجنة ويكون معمولا بها في كل المهرجانات.. كما أن كل عضو من أعضاء اللجنة يتخصص في مجال معين، فهناك من يراقب النص والثاني يراقب الإخراج والثالث الأداء والرابع الإضاءة وهكذا دواليك.. ونجتمع بعد كل عرض ونناقش جميع النقاط الموجودة، ونجمع العلامات التي بحوزتنا ويؤخذ بالأغلبية.
^ تحكيم أعمال تعنى بالطفل أصعب من غيرها نظرا لخصوصية الطفل وضرورة ملاءمة الموضوع، أليس كذلك؟
أوافقك الرأي، وأضيف أن المسرح المقدم من الكبير للصغير يختلف عن المسرح المقدم من الطفل للطفل.. هذا الموسم ركزنا أكثر على كيفية إيصال الكلمة من الطفل إلى الطفل على أساس أنها تصل بشكل أسرع وأقوى.
هل تقصد أن الأعمال هي أقرب إلى المسرح المدرسي؟
الأمر مختلف عن المسرح المدرسي.. مسرح الطفل يشرف عليه أناس تربويّون ولهم ثقافة لغوية بشكل خاص. مسرح الطفل يمكن أن يُعرّف بالمسرح وما هي خصوصياته وقواعده، وهو يتميز عادة بثلاثة أشياء: جانب المتعة والترفيه وتوفير الفرجة للطفل، الجانب التربوي أو المعرفة، الجانب التوجيهي. وبتوفر هذه الشروط الثلاثة يكون العرض ناجحا.
هنالك شيء آخر: لما يأتي الطفل إلى قاعة العرض مع والديه سيحس بأنه يكتشف لأول مرة، لذلك هناك قواعد وخصوصيات يجب توفيرها للطفل. وكنا في الوصايا السابقة قلنا بضرورة تحضير الطفل نفسيا، لأنه سيجد نفسه في قاعة مظلمة بعد أن كانت مضيئة، ثم تتوجه الأبصار كلها إلى مكان معين وهو الركح، وهنا ماذا سيرى الطفل؟ إما أن يتقبل هذا الأخير ما سيشاهده، وإما أن تبدأ عملية النفور، ثم ينفر الطفل نهائيا من المشاهدة والمتابعة. وبالتالي فإن تحضير الطفل يقع على عاتق الفرق التي ستقدم العروض، وإذا كان صاحب العرض لن يحبّب الطفل في مشاهدته فقد فشل في مهمته. لذا نحاول قدر الإمكان التأكيد على أنه ليس من هبّ ودبّ بإمكانه الكتابة للطفل، لأنه توجد أشياء تسجل في الذاكرة وتحفظ في العقل الباطن، وتدوم سنوات وسنوات، وقد ينفر الطفل من المسرح ويكرهه إذا لم نوجهه توجيها صحيحا.
بكل صراحة، ما رأيك في مثل هذه التظاهرات والدور الذي تلعبه في المشهد الثقافي؟
ما يعجبني أكثر في هذه التظاهرات هو تصفية الأعمال المشاركة، فكل ما يقدم فيها تتم تصفيته مسبقا، بحيث توجد لجنة أخرى تعمل على اختيار أحسن الأعمال من بين 60 أو 70 عملا مقترحا، واختيار العروض المناسبة أكثر للمنافسة.
الشيء الثاني الذي أستحسنه هو الأشخاص الذين يعيّنون للتحكيم وإبداء الرأي والتنقيط، فهم أناس متخصصون على عكس ما كان جاريا في السابق حينما كان الأمر متروكا للهواة.. وفي الأخير نتوقع نتائج جيدة جدا لهذه التظاهرة ونتمنى التوفيق للجميع.