شراكة نوعية بين معهد الوطني للسينما ومدرسة براغ..وزير الثّقافة:

دعم الصّناعات الإبداعية وتوسيع آفاق التّكوين الفني

فاطمة الوحش

محطّة فارقة في مســار التّعاون لثّقافـي والفني بين الجزائـر والتشيك

بافال زاستيرا: ماضٍ سينمائي غني وشراكة واعدة للمستقبل

 أشرف وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، بقصر الثقافة مفدي زكريا، على افتتاح اللقاء المهني وورشات التكوين في السينما تحت عنوان “براغ تلتقي العالم: رحلة سينمائية وإبداعية”، بالشراكة مع مدرسة براغ للسينما في جمهورية التشيك، ضمن برنامج تكويني وتبادل خبرات رفيع المستوى. وفي إطار دعم الديناميكية الثقافية وتعزيز التبادل الفني بين الجزائر وشركائها الدوليين، وتماشيا مع الرؤية الاستراتيجية لترقية الصناعات الثقافية والإبداعية.

 شهد الحدث حضور ممثل سفير جمهورية التشيك، بافال زاستيرا، إلى جانب مخرجين، ومنتجين سينمائيين، وأساتذة ومختصين وطلبة المعهد الوطني العالي للسينما، وذلك تجسيدًا لحرص وزارة الثقافة على تمكين الكفاءات الوطنية من التكوين الأكاديمي والتطبيقي المتطور في مجالات الإخراج، كتابة السيناريو، التصوير، والمونتاج.
وفي كلمته الافتتاحية، أكّد وزير الثقافة والفنون أنّ هذه المبادرة تشكّل محطة فارقة في مسار التعاون الثقافي والفني بين الجزائر وجمهورية التشيك، موضّحًا أنها لا تندرج فقط ضمن الأنشطة الفنية، بل تعد مساحة تفاعلية مفتوحة لتبادل الرؤى، وتطوير المهارات، وبناء علاقات تعاون مستدامة.
وأوضح بللو أن الجزائر تسعى عبر هذه الورشات إلى تكريس سياسة التكوين المستمر وتعزيز قدرات الشباب المبدع، قائلاً: “هذا المشروع يمثل خطوة فعلية نحو بناء منظومة سينمائية وطنية قادرة على المنافسة إقليميًا ودوليًا”.
ولفت الوزير إلى أن التعاون مع مدرسة براغ، المعروفة عالميًا بخبرتها الواسعة، يعكس توجه الجزائر نحو شراكات نوعية ترتكز على تبادل الخبرات والتكوين رفيع المستوى.
وشدّد بللو، على أن وزارة الثقافة تعمل على فتح آفاق أوسع للإنتاج السينمائي الوطني، مشيرا إلى أن السينما تعد اليوم إحدى أبرز روافد الاقتصاد الثقافي الذي تراهن عليه الدولة الجزائرية في رؤيتها المستقبلية.
من جهته، عبّر ممثل سفارة جمهورية التشيك، بافال زاستيرا، عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث الفني، معتبرا أن زيارة وفد مدرسة براغ للسينما إلى الجزائر تمثل فرصة فريدة لربط جسور التواصل السينمائي بين البلدين. وقال زاستيرا: “السينما التشيكية تملك إرثا يمتد لأكثر من 120 عامًا، وقد ساهمت في إثراء المشهد الفني الأوروبي والعالمي، خاصة خلال فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، حين تألق مخرجون كبار مثل ميلوش فورمان وييري مينزل، الحائزان على جوائز الأوسكار”.وأشار الدبلوماسي التشيكي، إلى أن التعاون مع الجزائر يعكس رغبة جمهورية التشيك في توسيع التبادل الثقافي والفني، ومواكبة التحولات الجديدة التي يشهدها القطاع السينمائي.وأكّد أن استوديوهات “باراندوف” في براغ أصبحت وجهة مفضلة لكبرى الإنتاجات العالمية، لافتًا إلى أن مثل هذه المبادرات قد تفضي إلى مشاريع إنتاج مشترك وتبادل أكاديمي طويل الأمد.
توّج هذا اللقاء بتوقيع اتفاقية إطار بين المعهد الوطني العالي للسينما ومدرسة براغ العالمية للسينما، تهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي والسينمائي بين البلدين، بما يتماشى مع الاتفاقيات الثنائية المبرمة بينهما.

ورشات وعـروض

 انطلقت الورشات التكوينية بمشاركة واسعة من طلبة وأساتذة المعهد الوطني العالي للسينما، تحت إشراف مؤطرين وخبراء من مدرسة براغ، حيث يتلقّى المشاركون تكوينا معمّقا في عدة اختصاصات سينمائية حديثة.وقد أوضح القائمون على البرنامج أن هذه الورشات تهدف إلى تقريب الطلبة من المعايير الأوروبية في التعليم السينمائي، وتزويدهم بآليات عمل متقدمة تعتمد على التقنيات الحديثة وأساليب الإخراج الجديدة. ويتضمن البرنامج أيضا عروضا سينمائية ولقاءات مفتوحة، تتيح للمهنيين والمواهب الشابة تبادل الرؤى ومناقشة التحديات المشتركة في الصناعة السينمائية.
وتأتي هذه التظاهرة ضمن سلسلة من المبادرات التي أطلقتها وزارة الثقافة والفنون في سبيل بناء منظومة متكاملة للسينما الوطنية، تستند إلى التكوين والشراكة، وتستهدف تحويل السينما إلى قطاع منتج.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19756

العدد 19756

الخميس 24 أفريل 2025
العدد 19755

العدد 19755

الأربعاء 23 أفريل 2025
العدد 19754

العدد 19754

الثلاثاء 22 أفريل 2025
العدد 19753

العدد 19753

الإثنين 21 أفريل 2025