ينظم مخبر التمثلات الفكرية والثقافية، بجامعة مولود معمري بتيزي وزو، ندوة علمية بعنوان «مسرح الطفل في الجزائر»، حيث سيتمّ التطرّق إلى تاريخ مسرح الطفل سواء في الجزائر، الوطن العربي أو العالم، إضافة إلى جماليات هذا النوع من المسرح، ومرجعياته الثقافية، وأثر التكنولوجيا عليه، ودوره التعليمي المتجسد في المسرح المدرسي.
ارتأى مخبر التمثلات الفكرية والثقافية، التابع لقسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب واللغات بتيزي وزو، أن ينظم هذه الندوة، المزمع انعقادها في الرابع من شهر ماي المقبل، نظرا للدور الكبير الذي يؤديه المسرح في بناء المعرفة وتناقلها عبر الأجيال، «ولعلّ أهمية مسرح الطفل بصفة خاصة تكمن في مسؤولية نقل هذه المعرفة والمشاركة بصياغتها وممارستها، الأمر الذي يعكس تمثلا لبنية المجتمع، ويشرح الرؤى وآفاق الوجود المستقبلية»، يقول القائمون على الندوة.
من جهة أخرى، يمكن ملاحظة طغيان وهيمنة وسائل الاتصال الاجتماعية الجديدة، التي هي نتاج التطور المادي والتكنولوجي، والتي باتت تغزو العالم بأسره، «إلى درجة لم يعد أحد بمنأى عن تأثيرها والتأثر بها تجعل من مسرح الطفل قلعة يمكن التحصّن فيها من خلال فضائه الرحب، الذي يوفر مختلف أشكال الفنون والفرجة، التي تعتمد أساسا على الصورة»، لتبقى الصورة الوسيلة التي تعد الأكثر تقبلا عند الطفل كقناة للمعرفة.
أما من الناحية المجتمعية، فإن الاختلاف الذي يلاحظ بين ثقافة مجتمع وآخر يظهر جليا من خلال «الرؤى المعرفية التي يتمثلها المجتمع»، وبذلك يسعى هذا الأخير إلى «المحافظة على هويته من جانب، والاندماج في المجتمع الإنساني من جانب آخر».
من هذا المنطلق جاءت فكرة الندوة، المبنية على ضرورة التوقف عند هذا الفضاء الإبداعي (مسرح الطفل) قصد رصد مساراته التاريخية عالميا ومحليا، وتفكيك آليات الكتابة وضروريات تقنية العرض المسرحي، فمن خلال «العرض المسرحي الحي الذي يتمثّل بوسائل خطابات متعددة تتجلى قضية أخرى متمثلة في لغة الكتابة في الفضاء الإبداعي الجزائري».
ويخلص القائمون على التظاهرة، حسب بيان حصلت «الشعب» على نسخة منه، إلى أن هدف هذا اليوم الدراسي هو «معالجة إشكالية مسرح الطفل الجزائري في علاقته بالتربية والتكوين، وجدلية التلقين والتعليم وترسيخ الذوق الجمالي والفني في سياق يفرض عليه التمسك بخصوصية هويته وأصالته والتحاور والانفتاح على الآخر في الآن نفسه».
وتناقش الندوة أربعة محاور، يدور أولها حول «تاريخ مسرح الطفل»، ويتطرّق إلى نقاط ثلاثة: تاريخ مسرح الطفل في العالم، تاريخ مسرح الطفل في الوطن العربي، وتاريخ مسرح الطفل في الجزائر.
أما المحور الثاني «جماليات مسرح الطفل في الجزائر»، فسيعرّج على جمالية كل من الكتابة المسرحية والعرض المسرحي في مسرح الطفل في الجزائر. وسيدرس منشطو الندوة في محور ثالث «المرجعيات الثقافية لمسرح الطفل في الجزائر»، مركزين على التراث الشعبي، لغة المسرح بين الكتابة والعرض (من خلال دراسات تطبيقية)، ثمّ صورة الآخر في مسرح الطفل في الجزائر.
أما المحور الرابع فيدرس «مسرح الطفل والتواصل الاجتماعي»، وذلك من خلال العلاقة بين مسرح الطفل ووسائط الاتصال الاجتماعي من جهة، والأثر التعليمي لهذا النوع من المسرح مع التركيز على نموذج المسرح المدرسي.
للإشارة، فإن الأبواب ما تزال مفتوحة للمشاركة في هذه الندوة، التي تترأس الأستاذة الدكتورة مسعودة لعريط لجنتها العلمية. حيث يمكن للراغبين في المشاركة إرسال ملخصاتهم قبل العاشر من أفريل المقبل، شرط التقيّد بأحد المحاور المذكورة، وأن لا تكون قد سبق نشر المداخلة، وستخضع كل المداخلات المرسلة للتحكيم من قبل اللجنة العلمية للندوة، التي يتحمّل منظموها التنقل والإقامة للباحثين المجازين فيها. كما ستكون المداخلات باللغات الأربع: العربية، الأمازيغية، الإنجليزية والفرنسية.