ثوابت الماضي ورهانات المستقبل
تحيي جمعية البحوث والدراسات لاتحاد المغرب العربي الذكرى الـ 58 لأحداث ساقية سيدي يوسف 08 فيفري 1958، بتنظيم ملتقى مغاربي، بمشاركة باحثين ومؤرّخين ومختصّين من تونس والجزائر تحت عنوان «أحداث ساقية سيدي يوسف محطّة فارقة في النّضال والتّضامن التونسي الجزائري المشترك، العلاقات التونسيّة الجزائرية بين ثوابت الماضي ورهانات المستقبل”، وذلك يومي 9 و10 فيفري الجاري بتونس.
أبرز الدكتور حبيب حسن اللولب، رئيس جمعية البحوث والدراسات لاتحاد المغرب العربي، الاشكالية المحورية لهذه الندوة العلمية قائلا بأنها ليست لتمجيد ماضي العلاقات بين البلدين، وإنما استشراف المستقبل ومحاولة تقديم مبادرات قابلة للتنفيذ تساهم في دعم التعاون المشترك والدائم بينهما، أي بعث مشاريع تنموية مشتركة بالمناطق الحدودية تساهم في النهوض بمستوى عيش سكان تلك الجهات من ناحية، وتغيير البيئة التي وجد الارهاب فيها تربة خصبة للظهور والانتشار.
ولاستعراض تاريخ العلاقات التونسية الجزائرية بكامل تفاصيلها وحيثياتها، قال بأن الهيئة العلمية المنظمة تقترح لهذه الندوة المغاربية والمتكونة من باحثين ومؤرّخين ومختصّين من تونس والجزائر تناولها وفق مقاربة كرنولوجية بتبويبها إلى فترات تاريخية كبرى فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية في عهد دولة الاستقلال بين التقارب والتجاذبات. الفترة الحالية الممتدة بين 2011 و2015، أي ما بعد “الربيع العربي”، تنمية المناطق الحدودية التونسية لجزائرية، العلاقات الاقتصادية والتجارية التونسية الجزائري، رهانات المستقبل المشترك أيّ مستقبل للعلاقات الجزائرية التونسية في ظل العولمة؟ وهل بإمكان البلدين مواجهة التحديات الداخلية والخارجية بمعزل عن اتحاد المغرب العربي؟
وأضاف بأنّ المتأمّل في العلاقات بين تونس والجزائر يلاحظ علاقات عريقة وضاربة في القدم بحكم التاريخ المشترك والموروث الحضاري والثقافي للشعبين الشقيقين، ورغم بعض الأزمات الظرفيّة العابرة فقد تميّزت هذه العلاقات على العموم بالاستقرار والتعاون المتواصل بين البلدين الجارَيْنِ بحكم رغبة الشعبَيْنِ في العيش معا في أمن واستقرار وتطلّعهما لوضع ومستقبل أفضل.