أبرزت موروثات تكاد تندثر عبر 48 ولاية

«لمياء مداح” تجعل من الدمية سفيرة لعادات وتقاليد الجزائر

هدى بوعطيح

«لمياء مداح”.. فنانة حرفية جعلت من “الدمية” سفيرة لعادات وتقاليد الجزائر، حبها لهذه اللعبة جعلها تبدع وتصور المرأة الجزائرية بأصالتها وعراقتها، وتقدم تقاليد أغلبها يكاد يندثر، حيث ارتاءت  لمياء مداح إعادة إحيائها بواسطة الدمية، وإبرازها على وجه الخصوص للأجيال الصاعدة للوقوف على ما تتميز به الجزائر مقارنة بدول أخرى.
لم تكن الدمية بالنسبة للمياء مداح مجرد لعبة، تعمل على تزيينها وتلبيسها مختلف ألبسة الموضة كما يفعل أغلب الأطفال، بل رأت فيها المرأة الجزائرية التي عادت من بعيد لتمثل بلدها أحسن تمثيل، وتكون خير سفيرة له، حيث لم تتوان لامية في تقديم تقاليد 48 ولاية وما يميز كل واحدة عن غيرها من خلال زيها التقليدي.
فلامياء مداح التي شاركت في الصالون الجهوي الأول لفن الزخرفة على الزجاج بعنابة، كسرت الروتين بالوقوف فقط على المواهب التي أبدعت في الرسم على الزجاج والفخار، حيث اختلف معرضها عن الآخرين وجلبت اهتمام الزوار، بعد أن أبهرتهم الدمى المزينة بالحلي والألبسة التقليدية والتي اختصرت العادات والتقاليد العريقة للمجتمع الجزائري.
«الشعب” اقتربت من الفنانة الحرفية لمياء مداح، والتي تنحدر من جوهرة الشرق بونة، لتكشف لنا عن رحلتها في عالم الدمى، وكيف كانت بداياتها، تقول إنها كانت تحب الدمية منذ صغرها، ولذلك أرادت استغلالها وأن لا تجعل منها مجرد شيئ جامد، مشيرة إلى أن فكرة إبراز عادات وتقاليد الجزائر من خلال الدمى تولدت لديها منذ الصغر، وعملت على تجسيدها على أرض الواقع، بمجرد أن أتيحت لها الفرصة، حيث كانت في البداية تقوم بشراء الدمى وتخيط لها الملابس وتقوم بعد ذلك بتصويرها والاحتفاظ بها لنفسها، إلى أن نصحتها في إحدى المرات صديقتها بالمشاركة في معرض لإبراز موهبتها وفنها.
وأضافت لمياء أن الفرصة جاءتها سنة 2010 لتشارك بعدها في معارض متنوعة في كل من الجزائر العاصمة، أم البواقي وقسنطينة، كما تلقت دعوات أخرى داخل الوطن لكن لظروف خارجة عن إرادتها لم تستطع المشاركة.

«لدي تقاليد تعود إلى سنة 1883”

وقالت مداح إن عملها في مجال الخياطة سهل من مهمتها، حيث تستغل القماش المتبقي لخياطة ألبسة للدمى، ثم تقوم بتمشيطها وتزيينها لتقدم تقاليد ممثلة لـ48 ولاية، مشيرة إلى أنها في هذا المعرض أبرزت لباس المرأة العاصمية والشرقية والقبائلية من خلال الحايك والملاية والقندورة القبائلية، إلى جانب اللباس السطايفي والوهراني والشاوي والنايلي.. وأوضحت بأن الهدف من ذلك هو إبراز لزوار المعرض والأجيال الصاعدة على وجه الخصوص عادات وتقاليد الجزائر الضاربة في عمق التاريخ.
كما أكدت المتحدثة أن معرضها لاقى إقبالا واهتماما كبيرا لا سيما من قبل السلطات المعنية، وقد تلقت وعودا للمشاركة في معارض فنية خارج الوطن لكنها لحد الآن ـ حسب المتحدثة ـ لم تجسد على أرض الواقع، معبرة عن أمنيتها في تمثيل الجزائر أحسن تمثيل، وأضافت مداح بأن لديها موروثات تعود إلى سنة 1883 منها الطاجين والعباية وألبسة أخرى تقليدية خاصة بالكبار، قائلة “أنا أحب تقاليدنا وكما يقال الجديد حبو والقديم لا تفرط فيه”.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024