حرّضت طلبتي على قراءة مستغانمي والأدب الجزائري والاهتمام بما يكتب في الجزائر
يتعبني هذا السقوط والانهيار الأخلاقي والفكري الذي يتخبط فيه مجتمعنا
اقتربت “الشعب” من الشاعرة والإعلامية الأستاذة نصيرة محمدي، حول ما نسب إليها من تصريح يمس ويسيئ للتجربة الروائية والإبداعية لصاحبة “ذاكرة الجسد” و«عابر سرير”، الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي.
لمعرفة مزيد من التفاصيل حول الموضوع، نفت الشاعرة محمدي ذلك جملة وتفصيلا، باعتبارها واحدة ممن أعجبن بتجربة مستغانمي، مروّجة لكتابها الأول في بداية التسعينيات من القرن الماضي في الصحف الجزائرية.
- “الشعب”: ما حقيقة ما تم نسبُه إليك حول موقفك من الروائية أحلام مستغانمي ووصفها بالتجربة الفاشلة؟
* نصيرة محمدي: من المؤسف التعامل مع الصحف الصفراء، كما كتبت على جداري، ومن الانحطاط أن نشغل آلة جهنمية لإثارة الفتن والحروب المجانية والمخزية لضرب كاتب والتهجم عليه، وخلق أجنحة متصارعة لا تدرك أبجديات الحوار والاختلاف.
أنا أول من كتب عن رواية “ذاكرة الجسد” في التسعينيات في صحيفة جزائرية خاصة، “وقد ذكرتها ضيفتنا بالاسم”، حين كنت طالبة وأقمت نشاطا كبيرا لها في رابطة كتاب الاختلاف مع رفاقي، وحرّضت طلبتي على قراءتها وقراءة الأدب الجزائري والاهتمام بما يكتب في بلدنا سواء الأدب المكتوب بالعربية أو الفرنسية.
أذكر أن أحلام هتفت لي وأثنت على قراءتي لعملها الروائي. كما أذكر أنها أرسلت لي دعوة للمشاركة في مهرجان بمسقط.
- الشاعرة نصيرة محمدي مسيرة محترمة من الإبداع والعطاء لم نشهد لك ولو مرة، الدخول في أحكام مطلقة تخص هذا النوع من قضايا خارج مبدأ النقد؟
* لم أدخل في معارك حقيرة في حياتي، ولم أتطاول على أحد، أو أضع نفسي في مواجهات تسيء لي ولروحي التي صقلتها التجارب والمحن والقراءات والكتب، كيف للذين يقدّسون الفن والكتابة أن ينحطوا بهذا المستوى؟ أنا أكتب بتواضع وبمحبة للآخر، ويتعبني هذا السقوط والانهيار الأخلاقي والفكري الذي يتخبط فيه مجتمعنا.
- كيف وقعت نصيرة الإنسانة في مصيدة الأحكام المسبقة؟
* عدت البارحة من تلمسان التي شاركت في نشاطاتها المقامة على هامش المعرض الوطني للكتاب وترددت في الموافقة على حوار قصير مع الصحافي الذي لم يسجل حوارنا، إنما كتب على الورق رؤوس أقلام وصاغ موضوعه وفق فكرة تقسيم المثقفين والكتاب إلى مؤيّد ومعارض، موال ومعاد، حتى يحقق بعض الإثارة الرخيصة، ويبدي بامتياز مستوى الصحيفة التي تعكس البؤس العام الذي يعيشه الجزائريون.
- كيف كان وقع الخبر على نصيرة المبدعة؟
* تلقيت الخبر من شقيقتي التي قرأت الحوار وأبدت استياءها وانزعاجها من التصريح. وقالت، إن في الموضوع لعبة حقيرة تدار بنذالة، طبعا تأذّيت من الموضوع وكتبت فورا على جداري، بعد الاطلاع على الجريدة، منشوري الذي أظهر فيه حقيقة موقفي.
- هل تلقيت اتصالا من صديقتك الروائية أحلام مستغانمي؟
* لم تتصل بي الكاتبة أحلام وعلاقتي بها وبزوجها الكاتب جورج الراسي محترمة ونبيلة.
- كيف تعامل المقربون بخصوص ما نُسب إليك؟
* كانت الصحافية والشاعرة نوارة لحرش أول من كتب لي بعد نشر منشوري في الفايسبوك، وقالت بالحرف، شاعرة تبحر دوما صوب الأعمق والأجمل والأبهى والأوسع حبّا وعشقا وفرحا، لا وقت لك لمثل الخوض في هذه التفاهات التي يشتغل عليها بعض الحمقى.
لن يسيئ لك أبدا هذا، تاريخك أبيض وناصع ولم يسبق أن خضت في مثل هذه الأمور، لو يتفرغ كل شخص للاشتغال على نفسه وكتاباته وعمله سيكون أفضل.
- ما تعليقك حول ما كتبه الروائي الغيطاني عن صاحبة “سرير عابر”؟
* يبدو أن معظم ما يصدر من آراء في هذا السياق لا علاقة له بالكتابة، إنما بمسائل أخرى لا تصبّ في روح الإبداع والنقد والقراءة التي تفكك النصوص وتوغل في أبعادها وعالمها الذي يتطلب أدوات حقيقية للنفاذ إليها واستكشاف جوهرها.