“اسقاس امقاس” تحية الجزائريين في عيدهم الامازيغي

اليوم الأول من العام الجديد : نور ووفرة

نورالدين لعراجي . واج

تحية يتبادلها أبناء الجزائر من شرقها إلى جنوبها ومن شمالها إلى غربها “اسقاس امقاس” تهنئة تفاءل بالعام الجديد القادم بحلة بهية فيها الخير والعطاء والثراء، يناير الذي يعني الشهر الأول من العام، لتقوم النسوة بتعداد والتحضير،  لليلة ليست ككل الليالي التي مرت طيلة 364يوما، وتختلف التحضيرات من منطقة إلى اخرى، إلا أنها تلتقي في الاستعداد الروحي والنفسي لاستقبال هذا القادم الجديد، أين يعيش الأطفال من أبناء الأسر الجزائرية بين طقوس الأجداد وبعض خرافات الأمهات والجدات ، وهن يغرقن في الحكايات القديمة الممزوجة بين الحقيقة والأسطورة  .
وعادة ماتكون الاطباق متنوعة بين الاكلات التقليدية وغالبا ما تكون كسكسي القمح تفاءلا بالخير والارتواء” أدفغن إفركانين  ادكشمن املالن” (الأيام السود تخرج  الأيام البيض تأتي) بهذه الجملة التي تحمل فأل النور والوفرة في الخيرات تعلن ربة البيت بقرى منطقة القبائل عن اليوم الأول من العام “ ايسف اوزقواز “ أو يناير الذي يحتفل به يوم 12 جانفي.
تبدأ العائلات عند الصباح الباكر على التوافد على الأسواق ومحلات أخرى للتمون بمختلف المواد الغذائية الضرورية لتحضير وجبة العشاء. وإن اختيارها ليس عن طريق الصدفة حيث أن الديك يرمز الى ميلاد الضوء والحبوب الوفرة والرخاء بالأطباق التي تحضر يوم يناير في وجبة الصباح من مختلف العجائن. كما تشتري بعض العائلات الفواكه الجافة والحلويات لتحضير “التراز” أو “الدراز” والذي كان يتكون في وقت مضى من 13 نوعا من الحلويات ومنها اللوز  والزبيب والتين المجفف التي تهدى للأطفال  حسبما لوحظ على مستوى مساحة تجارية لمقر الولاية.
ويجب ألا يكون الطبق المقدم لإحياء يناير حارا أو مالحا جدا أو حامضا وفقا لشهادات تم جمعها من كبار السن الذين أكدوا أنه لا ينبغي إتمام الصحن بل ترك قليل من الطعام إشارة الى الشبع والوفرة وكذا لحارس المنزل العبقري “عساس بوخام”. وقالت مالحة بن براهيم - وهي متخصصة في التاريخ الشفهي بجامعة تيزي وزو في عمل خصص لإحياء يناير فيما مضى - عندما كانت العائلات تسكن في منازل تقليدية قديمة كانت المرأة تغطي الجدران بمادة الجير التي ترمز الى الضوء نظرا لبياضه اللامع وتقوم بتغيير الحجارة الثلاث التي تكون بمثابة ركائز المنزل وتنظف المنزل لتطهيره من الحشرات ورشه برائحة لطيفة.  كما أضافت أنه كانت تقوم بملء الجرر الفخارية الكبرى التي كانت تستعمل لتخزين بعض المواد الفلاحية ( حبوب  التين المجفف...) بالحبوب تحسبا لفصل الشتاء أملا في تحقيق محصول وفير للعام الجديد.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024