كشف نزيه بن رمضان، مدير الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي، أمس، بدار عبد اللطيف بالعاصمة، أن الاستراتيجية المستقبلية للوكالة ستتجه أكثر نحو تشجيع الجانب التجاري والاقتصادي وهذا بإنشاء مديرية تجارية تعنى بالبحث عن ممولين عموميين وخواص وتحفيزهم على الاستثمار في المجال الثقافي، جاء هذا في الندوة التي عقدها بمناسبة الاحتفال بمرور 10 سنوات على إنشاء الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي و300 سنة على تشييد دار عبد اللطيف.
قدم نزيه بن رمضان البرنامج الخاص بالاحتفالية المزدوجة لمرور 10 سنوات على إنشاء الوكالة و300 سنة على دار عبد اللطيف، حيث يكون الافتتاح، اليوم، مع فرقتي «دراويش كونيا» و»ديستار» للسماع الصوفي، بالإضافة لعرض ملصقات لنشاط الوكالة منذ إنشائها سنة 2005 وهذا بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي على الساعة السابعة مساءً.
كما يتضمن البرنامج وعلى مدار ١٠ أيام، عرضا للأزياء، للمصممة فائزة عنتري بوزار، حفلات يحييها كل من الفنانة ليلى بورصلي وفرقتي جماوي أفريكا وديوان البهجة وفرقة الغرناطية، وكذا محاضرات عن حدائق الجزائر ينشطها حريش فريد باحث ومصمم حدائق، محاضرات حول السينما ودار عبد اللطيف التي تم ترميمها سنة 2006 من تقديم المهندس زكاغ الذي أشرف على الترميم وقتها، بالإضافة إلى أبواب مفتوحة ومعرض للكاليغرافيا للفنان رضا خوان. المعرض سيستمر إلى غاية ١٠ نوفمبر.
أبرز بن رمضان، أن الإنتاج السينمائي طغى على باقي النشاطات خلال السنوات ١٠ التي مرت، حيث تم إنتاج ١٠٠ فيلم بين وثائقي وأفلام طويلة، مفنّدا ما يشاع حول امتلاك الوكالة لأموال طائلة، حيث قال إن كل الأعمال السينمائية تأتي من الوزارة بميزانيتها كاملة ودور الوكالة هو تسيير العمل لا غير، مضيفا أن الأعمال التي تنتجها الوكالة بالشراكة، يحق لها، بموجب العقد الذي تبرمه، مهما كانت نسبة مشاركتها فيه، أن تقول كلمتها في مكان عرض الفيلم.
وأكد بن رمضان، أن اعتماد التذاكر في بعض العروض التي تقدمها الوكالة هو لزرع ثقافة المشاركة في صنع الفعل الثقافي لدى المواطن والأمر ليس فقط تجاريا، لأن نسبة عائدات التذاكر تغطي فقط جزءا ضئيلا من مصاريف العرض.
علي هامش الندوة، حضر المخرج كريم طراودية، الذي حدث «الشعب» عن فيلمه الجديد المعنون بـ «وقائع من بلدتي، Chronique du mon village»، يحكي فيه عن طفولته بمنطقة «البسباس» بولاية عنابة. الفيلم، بحسب المخرج، ليس ثوريا لكن أحداثه تكون في فترة الاستعمار. واعتبر المخرج الفيلم تكريما للمنطقة التي ولد بها وهو حلم لطالما راوده منذ أن كان طالبا بمعهد الإخراج.
عن الصعوبات التي واجهته، قال إن المكان الذي كان يعيش فيه قد تغير وكان عليه صنع استوديو صغير في مدينة قسنطينة.
الفيلم من إنتاج وزارة الثقافة ويدخل في إطار الاحتفالية بخمسينية الاستقلال وسيتم عرضه شهر ديسمبر المقبل، بحسب طراودية.
للإشارة، تعتبر دار عبد اللطيف، على غرار قريناتها فيلا ميديسيس في روما وكاسا دي فيلاسكيز في مدريد مثالا رائعا لهندسة الجنان للقرن الثامن عشر والتي استضافت رسامين عدة بين ١٩٠٧و١٩٦٢ وسيتم ترميم الحديقة الخاصة بها في الفترة القادمة لاستعادة بريقها الذي ضاع مع الزمن.