ميليسا مزداد موسيقية بالأوركسترا الوطنية لـ«الشعب”:

”اكتشاف المواهب يكون في سن مبكرة”

حاورها: أسامة إفراح

«العمل مع قائد أوركسترا دائم يساعد أكثر على النجاح”

ميليسا مزداد عضو الأوركسترا الوطنية السمفونية منذ ثماني سنوات، عازفة كمان أول، وقبل ذلك درست بالكونسرفاتوار منذ سن السادسة قبل أن تحصل على شهادتها في سن العشرين. هي صناعة جزائرية خالصة، كما أنها قامت بتربصات في الخارج. وهي طالبة جامعية في مجال المناجمنت والمقاولة. كانت إلى وقت قريب أستاذة كمان بالكونسرفاتوار، كما أنها تقدم دروسا خصوصية في هذه الآلة.

”الشعب”: كيف بدأت قصتك مع آلة الكمان؟
ميليسا مزداد: حينما التحقت بالمدرسة الابتدائية، كان الكونسرفاتوار محاذيا للمدرسة فسجلتني والدتي به أيضا، أما عن اختياري للكمان فالسبب كان بسيطا جدا، لقد كنت أود الحصول على آلة سهلة الحمل، أحملها معي في كل مكان والتباهي بها، هكذا بدأ الأمر وأنا غير نادمة على ذلك. يجب الإشارة إلى أن الطفل لا يمكن أن يكتشف الموسيقى لوحده، دون توجيه من والديه، وإذا بدأنا التعلم في المراهقة فإن الوقت يكون قد فات، لذا يجب البدء في سن مبكرة، خاصة بالنسبة للكمان فهي آلة من الصعب التحكم بها.
إذن لماذا لا نفكر في تخصيص معلمي تربية موسيقية للأطوار الأولى حتى نتمكن من اكتشاف المواهب مبكرا؟
لو تحقق ذلك لكان ذا فائدة كبيرة، ففي البلدان الغربية يبدأون التربية الموسيقية مبكرا، ويختار الأطفال في العادة آلات نفخية سهلة، ثم يختارون فيما بعد. ولكن ما تزال هذه الثقافة غائبة عندنا سواء على المستوى العام أو لدى الوالدين، لذا فبعدنا نحن قد لا يكون هنالك كثير من الخلف، وهو ما نحاول تعويضه على مستوى الكونسرفاتوار. يجب تشجيع الأولياء على دعم أبنائهم. على مستوى الأوركسترا فإننا نقدم كثيرا من الحفلات التعليمية لتلاميذ المدارس.
كيف توفقين بين الدراسة الجامعية والعزف المحترف؟
من الصعب التوفيق بين الدراسة الجامعية والموسيقى، خاصة وأن معدل التدريبات اليومي في البداية هو 8 ساعات يوميا، وإن تناقص هذا المعدل مع الوقت والتمرّس خاصة حينما نعزف في الأوركسترا.
وهل تعزفين خارج الأوركسترا في رباعيات مثلا أو لتقديم موسيقى الحجرة؟
في الحقيقة لا يوجد كثير من الكوارتيت ولا موسيقى الحجرة لدينا، ولكننا نعزف مع الأصدقاء ونقدم حفلات.
ما هي الإضافة التي يقدمها العزف وراء مايسترو مثل أمين قويدر ورفقة فناني النخبة سواء جزائريين أو أجانب؟
هذا الأمر له فائدته طبعا، كما أننا كموسيقيين جزائريين متعودون على العزف مع بعضنا البعض، وحينما نستقبل فنانين أجانب فإن ذلك يكون فرصة للتعلم والتواصل والتبادل الثقافي. في أحيان يأتينا موسيقيون ذوو قدرات جد عالية فنتعلم منهم لأن هذه الموسيقى هي في الأخير ثقافتهم، ما يفسر أن يكون لديهم تحكّم أكبر في هذه الموسيقى.
أما عن المايسترو أمين قويدر فهو دقيق وصارم، ومرح وطيب في نفس الوقت، نحن نعزف معه منذ قرابة العامين، وهي تجربة مختلفة عن العمل مع القادة الأجانب، ولكن من المهم العزف مع قائد دائم وبنفس الوتيرة، بدل العزف وراء قادة يتغيرون في كل مرة، كما أن لكل قائد جوق طريقته في ترجمة الأعمال الموسيقية. والدليل على ثمار العمل المتواصل مع أمين قويدر كانت السمفونية الرابعة لتشايكوفسكي، هذه السمفونية هي بالفعل صعبة جدا.


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024