الكشف عن جزائر قوية ومستقرة في محيط إقليمي مهتز وحراك عربي
كشفت وزيرة الثقافة نادية لعبيدي من خلال جلسة عمل، مع إلاطارات الفنية والثقافية والمنتخبين بمقر ولاية وهران، عن قرارات هامة تخص ترقية القطاع تتبعها إجراءات أخرى، يعلن عنها لاحقا،
وقالت الوزيرة إنها قررت إنشاء مديرية جهوية لمتابعة الأعمال والممتلكات الثقافية وملحقة بوهران تابعة للوكالة الوطنية للقطاعات المحفوظةوخطة قوية تخص علم الآثار الوقائي، بإنشاء ملحقة للمركز الوطني لعلم الآثار، وذلك بغرض إدخال «نوع من اللامركزية في متابعة المشاريع الثقافية».
وأعلنت السيدة لعبيدي في تصريح للصحافة عن اتصالات مكثفة، بينها وبين وزارتي التضامن والعمل لإنشاء صندوق وطني للضمان والتضامن مع الفنان، والتصدي لمصطلح «الظرفية» في التكفل بفئة 60 سنة فما فوق. ويخصّ الإجراء الفنانين الذين بلغوا سن التقاعد ولم يستفيدوا من التغطية الإجتماعية، قبل صدور قانون المالية المقبل.
وقالت السيدة لعبيدي، إن وزارة العمل والتشغيل والضمان الإجتماعي، تعمل جاهدة على تنفيذ الأحكام المقرّرة في المادة 11 للقرار المتضمن تغطية الفنانين من قبل الضمان الاجتماعي، وكشفت في هذا الخصوص عن تنظيم أيام دراسية لشرح الآليات الجديدة المرتقب الإفراج عنها والمتعلّقة بكيفيات الاشتراك في مصالح الضمان الاجتماعي، من أجل تجنب الوقوع في إشكالات قبل قانون المالية الجديد في 2015.
وحول مصير الفنانين المتقاعدين، قالت وزيرة الثقافة، إن «بطاقة الفنان سارية المفعول بكل مراكز الضمان الاجتماعي، وكل فنان حامل لهذا السند له الحق ولعائلته في بطاقة الشفاء».
وعن الحالة الصحية للفنان الكبير «نبلي فاضل» والتهميش الذي اشتكى منه أهله، قالت السيدة لعبيدي أن «الوزارة واقفة مع فاضل وتحترم كل فنان أدخل البهجة في نفوس الجزائريين وخدم الفن الجزائري بقلب وروح صادقين واحتراما لتقاليد الجزائر لن نجهر بها»،في إشارة منها إلى ارسال وفود تقف على الوضعيات الاجتماعية للفنانين والمثقفين في حالة صعبة.
تنهي الجدل حول تأجيل مهرجان وهران للفيلم العربي
من جهة أخرى، فنّدت وزيرة الثقافة، نادية لعبيدي، حول ما يرّوج عن إلغاء مهرجان وهران للفيلم العربي أو نقله إلى ولاية أخرى،واعتبرت أن الدورة، ستعرف تحولا كبيرا، واستبعدت، أن يكون المشكل الذي حال دون تنظيم الطبعة الثامنة ماليا.
وأكدت الوزيرة أنّ ميزانية المهرجان، متوفّرة على مستوى مديرية الثقافة، منذ أشهر، وتأخر هذه الطبعة راجع - حسبها - الى الرغبة الملحة في إعطاء المهرجان قوة وحركية أكبر من خلال انشاء لجنة تعتني بمتابعة التحضير وتحديد موعد موحّد لانطلاقه بالتشاور مع كافة الجمعيات والأطراف ذات الصلة، ليكون في مستوى الحدث السينمائي الهام، وذلك بتوفير قاعات سينما بتجهيزات رقمية متطورة ومعايير عالية الجودة.
ولفتت لعبيدي الى أن فريقا من الوزارة، قام أول أمس بمعاينة مختلف قاعات السينما بعاصمة غرب البلاد، لتكون قبل الموعد «بتجهيز رقمي سينماتوغرافي متطوّر»، قائلة: «أخذنا على عاتقنا تنظيم مهرجان ذي بعد دولي، يكشف عن جزائر قوية ومستقرّة، خاصة في ظل الأوضاع والهزات التي يعرفها العالم العربي حاليا».
وللإشارة، دأبت وهران على تنظيم هاته التظاهرة السينمائية الدولية «مهرجان وهران للفيلم العربي» منذ 2007.
وتعرف عاصمة الغرب الجزائري، قفزة نوعية في متابعة المشاريع الثقافية، وهو ما وقفت عليه الوزيرة، خلال الزيارة التفقدية التي قادتها، أول أمس، إلى العديد من المعالم التاريخية والهياكل الثقافية، نذكر منها قاعات سينما «السعادة» و»المغرب» و»متحف السينما» و»قصر الباي» وكنيسة «السيدة العذراء» بسانتا كروز ومسجد «الإمام الهواري» المحفوظ بسيدي الهواري.
وتلقت لعبيدي خلال جولتها التفقدية لهذا المعلم شروحات حول عملية ترميم هذا الصرح ذو البعد التاريخي والديني.
وأكّد المشرفون على العملية، أن قاعة الصلاة، ستفتح أمام المصلين خلال الشهر المقبل، على أن تكتمل عملية الترميم الكلي للمبنى وملحقاته في غضون 11 شهرا، هذا وعاينت لعبيدي مشروع متحف وهران للفن المعاصر المتواجد بوسط المدينة والذي من المتوقع تسليمه منتصف الصائفة القادمة.
مقترحات لوزارة التشغيل والعمل
وأكّدت الوزيرة في خرجتها الثانية، منذ تنصيبها على رأس الثقافة ، على ضرورة التعاون في مجال ترميم المباني الأثرية مع الشركاء الأتراك والإسبان أو غيرهم، مبرزة أهمية تحفيز الجزائريين المهتمين بحماية التراث، قائلة: « لا بد من مساعدة الشباب لتكون لهم وكالات خاصة».
وأوضحت، أن الوزارة ارتأت إعادة النظر في النظم والمعايير التي تسمح بمنح رخصة ترميم المعالم الثقافية الحساسة بالنسبة للمهندسين المعماريين، خاصة وأن برنامج الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، يشير الى هذا الجانب ويلح عليه.
إلا أنّ الوزيرة لم يتسن لها استكمال كلمتها خلال جلسة العمل التي دامت نصف ساعة فقط، بسبب تأخرّها عن الرحلة المبرمجة إلى العاصمة على الساعة الـ 4 و15 دقيقة، ولم تكشف عن توجه الحكومة بتأسيس مدرسة وطنية للتكوين أو برنامج آخر، واختصرت لعبيدي مداخلتها للكشف عن مقترح، حاليا يوجد على طاولة وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، يتضمن تمويل المهن والنشاطات المرتبطة بالثقافة من طرف وكالة دعم وتشغيل الشباب «أونساج».
ومن ضمن المقترحات تمويل مشاريع اقتناء عتاد ومعدات متطورة مستخدمة في ترميم المعالم التاريخية المعمارية، واقترحت نادية لعبيدي كذلك على وزير التشغيل تمويل الشباب البطال والعاملين في المطابع ودور النشر في مجال نقل الكتب والمجلات والمطبوعات، حيث سجلت خللا محسوسا في التوزيع ونقل الكتب بين الولايات.
وكانت وزيرة الثقافة قد أعلنت، مساء الأربعاء الماضي، خلال الحفل الموسيقي الذي احتضنه المسرح الجهوي عبد القادر علولة تكريما للفنان الراحل شريف حجام المعروف باسم «حميميش» عن الميلاد الرسمي للأوركسترا السمفونية للجهة الغربية، حيث نشط الحفل أزيد من 30 موسيقيا، من بينهم أساتذة وطلبة قدامى للمعهد الجهوي للتكوين الموسيقي لوهران، تحت قيادة المايسترو رشيد صاولي.