الدكتور أمين الزاوي في تصريح لـ(الشعب):

«الملكة» رواية انتقاد لثقافة الجزائري تجاه الآخر

أسامة إفراح

كان الموعد نهاية الأسبوع الفارط مع الدكتور أمين الزاوي، الذي قدّم روايته الأخيرة «الملكة»، وذلك في إطار اللقاءات الأدبية التي تنظمها فنون وثقافة لولاية الجزائر، وتشرف عليها فوزية لارادي.. واغتنم الزاوي فرصة هذا اللقاء، الذي حضره جمع من المهتمين وحرمه الدكتورة ربيعة جلطي، لكي ينتقد الصورة النمطية لدى الجزائري تجاه عدد من الثقافات، وهو ما أكد عليه في تصريحه لـ«الشعب»..
وعن سؤال «الشعب» حول الخلفيات التي أدّت إلى انتهاج هذا الخيار بالذات، خيار الحديث عن علاقة بين جزائرية وصيني، قال الدكتور أمين الزاوي، في حديث خصّنا به، إن «خيار الكتابة ليس قسريا ومباشرا، وإنما هو خيار الهواجس.. أنا أعاين المجتمع الجزائري وألاحظ بأن هناك حضورا ثقافيا، استهلاكيا، اقتصاديا، تجاريا، وسياسيا للصين في الجزائر خصوصا والقارة الأفريقية بشكل عام. فالتبادل بين الصين وأفريقيا يفوق الـ200 مليار دولار سنويا، وهو مع الجزائر يفوق التعامل التجاري الجزائري مع فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية. ولكن أعتقد أن التعامل الاقتصادي والتجاري لا يحمل فقط الجانب المادي، وإنما يحمل معه كذلك عناصر الثقافة وعناصر القلب».
ويؤكد صاحب رواية «الملكة» أن الجانب العاطفي والتناقضات المجتمعية هي ما أرّقه ودفعه للكتابة في هذا الاتجاه، حيث يقول: «هذه الرواية لا تبحث في كل هذه المشكلات، ولكنها مؤسسة على هذه المشكلات الاقتصادية والسياسية والتجارية، والآن تبحث في أن الصيني يؤسس لعلاقة القلب وعلاقة العاطفة مع الجزائر. هذه العلاقة تظهر من حيث علاقة العشق، ولا أقول الحب لأن العشق أكثر قوة وتأثيرا، بين امرأة جزائرية أمازيغية شقراء فائقة الجمال، وبين رجل صيني، يقابلها ثقافة تقليدية جزائرية ترفض هذه العلاقة، باعتبار أن الصيني في المخيال الجزائري العادي هو آكل للقطط والأفاعي، ولا يتعدى عن كونه بانيا ومشيّدا للعمارات والطرقات لا أكثر ولا أقل، وكأنه لا يملك قلبا.. ولكنني أقول في هذه الرواية أن هذا الصيني صاحب قلب رهيف، ويحمل ثقافة طاويّة وبوذية روحانية كبيرة، تلتقي بشكل كبير مع التصوف في أفريقيا وفي الثقافة العربية الإسلامية، وسنجد بأن هناك تلاحم كبير بين هذه الجزائرية وهذا الصيني على أساس روحاني، ولكن في الوقت نفسه علاقة حب بكل ما تحمله من جسديات وبعد عاطفي».
وينتقد الزاوي انتقادا شديدا ما يمكن أن يشكل رؤية الجزائري للآخر، وكيف أنه قد يختزل غيره في عدد من الأفكار المسبقة والصور النمطية Stéréotypes والكليشيهات Clichées، مؤكدا على ضرورة العمل على عصرنة هذه الرؤى وتحديثها، بما يتماشى مع عصر متداخل الثقافات والمشارب، لذا نجد رواية «الملكة» تريد أن تقول أيضا «بأن الجزائري لا يزال يملك ثقافة تقليدية تجاه الآخر، فهو يعتقد بأن الآخر هو فرنسا أو إنجلترا أو ألمانيا أو أمريكا، لكن فيما يتعلق بالصين سنجد من خلال المرأة «الترمومتر» كونها أكثر حساسية، سنجد بأن الآخر هو أيضا ذلك القادم من الشرق العريق بكل ثقافته الدينية والروحية والجسمانية، لذا أعتقد بأن رواية الملكة هي رواية تريد أن تنتقد من جهة العقلية الجزائرية خاصة للرجل الجزائري الذي هو رجل «ماتشو» ذكوري صاحب إيديولوجية ذكورية، وتنتقد أيضا هذه الثقافة الأحادية الجانب تجاه الآخر، وتبحث عن توسيع رؤية ومخيال الجزائريين، كمجتمع وكمثقفين، نساءً ورجالا، تجاه العالم الذي يحيط بهم».

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024