فلورا بومية مديرة الوكالة الفنية «الضفتان تشعّان» لـ «الشعب»

مهرجــان الــرّقص المــعاصر استثمــار يجـب المحافظة عليـه

❊ الشعب:  ما الذي دفعكم إلى الاهتمام بهذا المهرجان وأن تقرّروا المشاركة فيه؟
❊❊ فلورا بومية: لعل المصدر الأول لاهتمامي بهذا المهرجان هو أنّني قبل كل شيء جزائرية، وإن كنت أعيش

بفرنسا. وحينما سمعت عن هذه التظاهرة، خاصة وأنّني مديرة إنتاج الوكالة الفنية «Les deux rives rayonnent»  
بباريس، فكّرتُ في أنّ كثيرا من الفنانين الذين أعمل معهم سيكونون سعداء بقدومهم إلى الجزائر، وهو ما عبّروا عنه في العديد من المرات، لذا اغتنمت هذه الفرصة من أجل المشاركة.
❊ ماذا تقترحين على الجمهور من فنّانين؟
❊❊ قدّمتُ رفقة 5 فرق رقص، من فنانون كوريغرافيون ذوو مستوى عال وهم في نفس الوقت بيداغوجيون، وهو ما سيتجسّد من خلال ورشات التكوين التي سترافق المهرجان، والتي ستسمح برفع المستوى والاحتكاك، والخروج بعمل فني جماعي سيعرض على الجمهور في نهاية التظاهرة.
أحد الكوريغرافيين المشاركين المغربي خالد بنغريب، من فرقة «دوكافار» بالدار البيضاء، هنالك أيضا فرقة «زاما زاما» من كينيا (ما معناه «داخل داخل» بالسواحلية)، يقودها جون ماينا الذي خرج من حي قصديري في شبابه، وهو الآن يوظّف فن الرقص لمساعدة الشباب الكيني على الخروج من العشوائيات والبيوت القصديرية، وكل ما يمثله الفقر. كما أنّ جون كوريغرافي موهوب وبيداغوجي جيد. ثم لدينا الهندي راغومات ماني، الذي له سمعة عالمية وسيفيد كثيرا بتجربته. ومن كوت ديفوار فقد جاءنا جورج مومبوي، الذي لديه مركز اسمه «ويكالو» بباريس، ومركز آخر بأبيدجان. دون أن أنسى الفرانكو جزائري قادر عتو، الذي سيفتتح المهرجان وسيقدم رؤيته للرقص المعاصر.
❊ هل لديكم فكرة عن الرّقص المعاصر بالجزائر؟ وما سبل ترقيته والرّفع من مستواه؟
❊❊ الإمكانيات والفرص موجودة دائما في الحياة، مهما اختلف المكان أو البلد، فالشباب يريدون دوما أن يعبّروا عن أنفسهم وأن يقدّموا شيئا ما، لذا أنا كلي ثقة، ولكن لا أستطيع شخصيا تقديم رأي تقني عن مستوى هؤلاء الشباب الجزائريين، إلا أن الكوريغرافيين الموجودين هنا سيكونون أقدر، خلال هذه الأيام العشرة من الدروس، على تحديد فرص تطور هؤلاء الراقصين الشباب. وأنا واثقة من أنه مع انتهاء هذه المدة سيخرج المتربصون بعمل فني جيد، إذ مع نهاية المهرجان سيتم إبداع رقصة مع الفنان الهندي، وهنا سيظهر فعليا العمل الذي قام به هذا الأخير خلال هذه الأيام العشرة، وسيحكم الجمهور على النتيجة.
❊ لتوضيح الأمور أكثر..هل قَدِم هؤلاء الفنانون إلى الجزائر دون أي مقابل مادي؟
❊❊ لن أقول أنّهم قدِموا دون مقابل بصفة تامة، لأن هناك مصاريف منها تذكرة الطائرة، ويحصل هؤلاء الفنانون على أجر بالدينار الجزائري مقابل الدروس التي يقدمونها، ونشير هنا إلى إشكالية عدم امكانية تحويل العملة الجزائرية إلى العملة الصعبة. وبالعودة إلى الأجور فهي ضئيلة مقابل ما تعوّد عليه الفنانون، ولكنهم أصرّوا على المجيء والمشاركة، وإنجاح المهرجان والعمل على أن يتواصل. إنّ العمل الذي قام به القيّمون على هذا المهرجان قد يبدو متواضعا للبعض، ولكنه جدا مهم بالنسبة للتظاهرة نفسها، وأنا لا أريد أن تذهب الأموال التي خصّصت لإنجاح المهرجان سدى، ولكنّنا كفنانين، أو على الأقل كناشطين في الميدان الفني وهي الحال فيما يخصّني، نسعى إلى أن ينجح هذا الاستثمار في تقديم الإضافة، وأن يترك بصمات طيبة في المشهد الثقافي الجزائري.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024