الأيام السينمائية للجزائر العاصمة

الأفلام القصيرة.. قصة طويلة مع الإبداع

أسامة إفراح

تواصل الأيام السينمائية للجزائر العاصمة، اقتراح أفلام جديدة من شتى بقاع العالم على جمهور ذواق للفن السابع.. هذه التظاهرة التي تشرف على تنظيمها جمعية “الشاشات لنا” برئاسة سليم عقار، أظهرت في طبعتها الخامسة تطورا في التنظيم، تنوعا في البرنامج، وإصرارا على التعريف بفنانين جدد، وهو ما تجسد خلال برنامج الأفلام القصيرة، وإن كان مستوى الأعمال محلّ جدل وتفاوت..

ولعل ما ساهم في تحسّن هذه التظاهرة سنة بعد سنة، الدعم الذي تقدمه لها وزارة الثقافة، وهو ما أكده رئيس الأيام السينمائية الإعلامي سليم عقار، وما كانت قد أكدته وزيرة الثقافة نادية لعبيدي في رسالتها، قائلة إن من الأمور التي تؤكد على أهمية هذه التظاهرة، ارتباطها بالشباب، أي بمستقبل السينما في الجزائر.
وقد تضمن برنامج هذه الأيام، إلى جانب الأفلام الوثائقية والطويلة، شقا مخصصا للفيلم القصير، حيث تمّ عرض مجموعة أعمال من بينها “بانوراما الفيلم القصير العربي”، حيث شاهد جمهور قاعة الموقار خمسة أفلام قصيرة”أي شيء” للتونسية إسمهان لحمر (18 دقيقة)، “أستوديو بيروت” للبناني مختار بيروت (15 دقيقة)، “مشمش” لعمار شبيب من إنتاج سوري ـ كندي (19 دقيقة)، “41 يوما” للمصري أحمد عبد العزيز (20 دقيقة)، “مكان خاص جدا” للبحريني جمال الغيلان (14 دقيقة)، وفيلم “سفر داخل العلبة” للمغربي أمين صبير (28 دقيقة).
يصور هذا الأخير معاناة شاب يحاول إرسال جثمان صديقه المغربي المتوفى بجزيرة كورسيكا الفرنسية، لكي يتم دفنه بمسقط رأسه، معاناة تصطدم بالعراقيل الإدارية والمالية، خاصة وأن الراحل لم يكن يتمتع بتأمين يغطي تكاليف هذه العملية.. ويبرز الفيلم الغربة في أقصى وأقسى معانيها.
أما عن مستوى الأفلام القصيرة على العموم، فقد كان بعضها رفيع المستوى التقني، ومهتزا من حيث السيناريو والصور الفنية التعبيرية (مثل الفيلمين اللبناني والمصري، وبدرجة أقل السوري)، فيما بدا الفيلم التونسي متأثرا إلى حد بعيد بأفلام الإيطالي فديريكو فلّيني. أما الفيلم البحريني فقد حاول معالجة قضايا حساسة متعلقة بالمرأة، إلا أن الاعتماد على المشهد المستمر في الزمن، كان سببا في سقطات فنية للكاميرا أنقصت من قيمة العمل من الناحية التقنية.
وفي تصريح لـ«الشعب”، قال مخرج “سفر في العلبة” والممثل الرئيسي فيه أمين صبير إن فكرة هذا العمل كانت في الأصل فيلما وثائقيا، لأنه كان يود التعرف على إجراءات ترحيل الجثمان التي تؤرق العديد من عوائل المهاجرين، وأن السيناريو مقتبس من قصة حقيقية لشيخ سبعيني، وتمّ تغيير بعض المعطيات (مثل عمر الميت) خدمة للحبكة السينمائية.
كما عبّر صبير عن سعادته بزيارته الثانية هذه للجزائر، بعد مشاركته في أيام بجاية السينمائية، وقال إنه متفائل بمستقبل السينما المغاربية، لأن هنالك رغبة في العمل والتعاون والإبداع.
وعن سير هذه التظاهرة، التي اختتمت أمس الأربعاء، عبّر سليم عقار لـ«الشعب” عن رضا المنظمين بشكل عام، إذ لم يتمّ تسجيل مشاكل تقنية أثناء العروض، وسار البرنامج كما كان مخططا له، وأضاف عقار أن الأفلام القصيرة أثبتت بأن لديها جمهورا، بالنظر لكمّ الحضور، وهو ما سيدفع المنظمين إلى إيلاء اهتمام أكبر بهذا النوع. وأكد محدّثنا بأن فريق العمل سيبذل جهدا أكبر لجعل هذه الأيام السينمائية من أهم التظاهرات وهو الهدف الذي يتمّ العمل عليه على مدى الـ10 سنوات المقبلة، يقول عقار.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024