دعا الكاتب الروائي واسيني الأعرج كل من لديه إمكانات مادية لإنتاج فيلم الأمير عبد القادر، إلى ضرورة تكملته، نظرا لأهمية هذه الشخصية العظيمة التي مرّت بعدة مراحل وعاشت أحداثا كثيرة لا يذكرها الكثيرون، مؤكدا أن المشهد لم يكتمل بعد، لأن حياة الأمير مليئة بالتجارب والمغامرات، جانب منها علاقته بالصوفية والماسونية بسوريا وفرنسا والحرب الطائفية في لبنان وتدخله لحماية المسيحيين ومنها اعتباره من رواد القانون الدولي الإنساني ومؤسسيه.
وأضاف واسيني خلال ندوة صحفية نشطها، أمس الأول، بقاعة المحاضرات بقصر المعارض الصنوبر البحري، أن كتابته عن حياة الأمير عبد القادر فتحت الأبواب أمام الكثير من الروائيين وشجعتهم على تسليط الضوء على السيرة الذاتية لهذه الشخصية العظيمة التي لا تمثل الجزائر فقط، وإنما هي مثال يقتدى به في كل الدول العربية، نظرا لتأثيرها الكبير على جيل الحاضر والمستقبل.
وتطرق واسيني في تصريح لـ»الشعب»، إلى روايته الجديدة المعروضة في الصالون تحت عنوان «سيرة المنتهى»، موضحا أنها تتحدث عن سيرته الذاتية التي ارتكزت على مجموعة من الشخصيات التي لعبت دورا هاما في تكوينه الشخصي، على غرار الجد الأندلسي والجدة التي كانت لها الفضل في تعلّمه اللغة العربية، كون اللغة الفرنسية كانت الطاغية في تلك الفترة والوالدة التي قامت بالسهر على العائلة عند استشهاد الوالد. وذكر في ذات السياق، أن الشخصية التي أثارت جدلا ونقاشا كبيرين في الرواية وكان لها صدى واسع هي «الحب الأول في حياة واسيني لعرج»، الذي كان غريبا ويبدو غير طبيعي، على حد قوله، بالإضافة إلى تطرقه لمختلف مراحل حياته.
وفي معرض حديثه، أكد الكاتب أن الوقت مناسب الآن لتصحيح صورة العربي المسلم من خلال إنتاج أفلام عالمية حول شخصيات عظيمة وقوية، مثل الأمير عبد القادر، زيادة عن بعض الأحداث التي من المفروض أن تنتج في فيلم، كترحيل الفلسطينيين القسري سنة 1948، موضحا أن جلب مخرجين عالميين لا يعني نجاح الفيلم وإنما ذلك يتطلب شخصيات أساسية معروفة على الصعيد الدولي تؤدي الدور، كما ينبغي حتى تؤثر على الرأي العام، وهنا تصبح مسؤولية المخرج كبيرة لنجاح الفيلم.
لا يكفي جمع الأحداث والوقائع لكتابة رواية
أفاد الروائي واسيني الأعرج، أن الكاتب هو ناسج الكلمات ولا يكفي جمع الأحداث والوقائع لتأليف رواية، إلا أن السينما أكثر تعقيدا، وما زاد الأمر تدهورا - على حد قوله - المشاكل التي تؤثر على الإنتاج السنيمائي في الجزائر والتي لا تتعلق بعدم وجود تقنيين وسينمائيين ومخرجين، وإنما في غياب تحكم المؤسسة في السينما.
وفيما يخص تقييمه للطبعة «19» من الصالون الدولي للكتاب، قال واسيني في هذا السياق، إن هذه التظاهرة فريدة من نوعها وهي فرصة هامة أمام الكتاب للتقرب مباشرة من القراء والمعجبين بهم والاستماع لاقتراحاتهم وانتقاداتهم. كما يشكل المعرض فضاءً للنقاش والحوار من خلال المحاضرات المفتوحة أمام الكتاب والتوقيعات التي يستفيد منها القراء. وأضاف الروائي واسيني الأعرج، أن استمرار وتواصل المعرض الدولي للكتاب، سنة بعد سنة، في الجزائر، شيء إيجابي، حيث بات القراء وكذا الكتاب والناشرون ينتظرون موعد تنظيم «سيلا» بفارغ الصبر للاطّلاع على جديد إصدارات دور النشر جزائرية والأجنبية، بالإضافة إلى الكتب المطلوبة أكثر، نظرا لتعوّدهم على هذا العرس الأدبي من جهة ولفقر المكتبات الجزائرية التي لا تتوافر على الكتب الجديدة من جهة أخرى.