«المذيع وفن التنشيط الإذاعي والتلفزيوني”.. هو عنوان آخر إصدارات الزميل الإعلامي د.عبد القادر قطشة، الذي ارتأى أن يضع سنين خبرته الطويلة كإعلامي ومنهجيته كأكاديمي، بين دفتي كتاب يقترحه على زوّار صالون الجزائر الدولي للكتاب، هادفا من وراء ذلك إلى تعبيد الطريق أمام كل من يبتغي امتهان التنشيطين الإذاعي والتلفزيوني.
وفي هذا الصدد، يقول عبد القادر إن فكرة إصدار هذا الكتاب تراوده منذ مدة طويلة، وقد ظهرت بوادرها عندما بدأ تدريس هذا المقياس بالجامعة، في ظل غياب المراجع حول هذا الموضوع بالذات حينذاك.
كما عبّر المؤلف عن أمله في أن يسهم كتابه بقدر معين في تقديم مادة مهمة في مجال السمعي بصري، لتعمّ الفائدة على جميع المهتمين.
وجاء الكتاب، الذي أصدرته “العالمية للطباعة والخدمات ـ القليعة” في 387 صفحة، مزيجا بين البحث العلمي والدليل المهني، حيث قسمه المؤلف إلى فصول تسعة، حاول في أولاها الإحاطة بمفهومي الإذاعة والتلفزيون، من حيث النشأة والخصائص، لينتقل في فصل ثان إلى تصنيف وأشكال البرامج في الراديو والتلفزيون، ويخصص فصله الثالث للعمل في التلفزيون، متطرقا إلى الوظيفة البشرية، الوظيفة التقنية، وأخيرا استوديو التلفزيون.
ويمكن اعتبار إضافة قطشة في هذا المجال مجسدة في التركيز على النموذج الجزائري، حيث ارتأى الكاتب تخصيص الفصل الرابع لتطور التلفزيون الجزائري من التكنولوجيا التماثلية إلى تكنولوجيا الاتصال الرقمي، قبل أن يعود في فصل خامس إلى خصائص المذيع، ثم العلاقة بين المذيع والميكروفون في فصل سادس، وبين المذيع والكاميرا في فصل سابع.
وأحاط الفصل الثامن بالتقنيات التي يستلزمها تقديم البرامج الإذاعية منها والتلفزيونية، وجاء الفصل التاسع ليعدد الأخطاء التي يمكن للمذيع الوقوع فيها، ليكون هذا الكتاب بذلك دليلا عمليا يمكن الاعتماد عليه لفهم كنه هذه الوظيفة، سواء من طرف الطلبة أو المتربصين أو حتى محبّي مهنة المتاعب.
ويمكن اعتبار هذا الكتاب / الدليل مرجعا يعتمد عليه، بالنظر إلى معطى آخر هو مسار مؤلفه، من حيث إنه حاصل على دكتوراه في الإرشاد النفسي الرياضي، ويحضر شهادة دكتوراه في علوم الإعلام والاتصال بجامعة باريس 8، وعدد لا بأس به من شهادات التدريب الإعلامي بالخارج، كما التحق بالتلفزيون الجزائري سنة 1994، وقدم به عددا من البرامج التلفزية.
ولعبد القادر قطشة رؤية معينة للمذيع يريد إيصالها إلى قرّاء كتابه، حيث نجد يقول في الصفحة 227 :«إن المذيع يجتهد في إيصال المعلومات بشتى الطرق، حيث يختار الكلمات التي تصل بسهولة إلى المتلقي وتكون معبرة”، ويضيف الكتاب أن المذيع قد يكون هو كاتب الكلمات، ولكن الصعوبة تكون أكبر حينما يكون غيره كاتبها، فيتوجب عليه حينها أن يتحوّل من مجرّد قارئ للنص، إلى “حلقة وصل في سلسلة الاتصال التي تبدأ بالكاتب وتنتهي بالمستمع”، ليتحول بذلك إلى “جسر بين المستمع والكاتب”، وهذه الكلمات دليل على المسؤولية التي تقع على عاتق المذيع، والتي نلاحظ إحساس مؤلف الكتاب القوي بها.