يرى الممثّل سيد احمد مداح أنّ الكوميديا في المسرح لون من الألوان المسرحية التي لقيت رواجا كبيرا على المستوى المحلي والوطني، بتحليها بآليات وتقنيات تبعث في المتلقي الضحك، ممّا جعلها رقم واحد في الآونة الأخيرة لما تحمله من روح الفكاهة والدعابة والتنكيت والسخرية، التي تهدف إلى الترفيه وإرضاء ذائقة المتلقي.
أوضح سيد أحمد مداح في تصريح لـ “الشعب”، أنّ حضور الكوميديا في المشهد المسرحي الجزائري لم يكن وليد اللحظة، وإنما يمتد مع بدايات انتشار المسرح، الذي كان يعبر من خلاله عن الأوضاع السياسية والاجتماعية أنداك، كما وظّف المسرحيّون الكوميديون الموروث الشعبي لما يحتويه من خصوصيات تميز كل تجربة عن الأخرى، وهو ما جعل المسرح الكوميدي في الآونة الأخيرة يشهد قفزة نوعية وأضحى الرقم الواحد على الركح نزولا عند رغبة المتلقي، الذي بات يبحث عن البساطة والمتعة والترفيه، إلى جانب حضور التراجيديا التي لا تقل شأنا عن المسرح الكوميدي.
وأكّد الفنان الكوميدي على أنّ المتتبّع للساحة الفنية والمسرحية منها على وجه الخصوص، يلمس بوضوح مدى انتشار المسرح الكوميدي من خلال ظاهرة “ألوان مان شو” التي اكتسحت في الفترات الأخيرة الفضاء المسرحي، واستطاعت يقول “أن تزاحم الأجناس المسرحية الأخرى وتستقطب الجماهير بقوّة، حيث تطرح مواضيع مختلفة من عمق الواقع بأسلوب ساخر وناقد للأوضاع المعيشية في المجتمع، باستخدام تقنيات وأساليب كوميدية تثير الضحك وتحقق الفرجة المسرحية”.
وأضاف سيد أحمد أنّ حضور الكوميديا في المشهد المسرحي الجزائري يتغير من مسرحية إلى أخرى وبتغير الشخصيات والمشاهد، مشيرا إلى أن تقديم “اللقطة الكوميدية” صعب جدا في بعض الأحيان، خاصة عندما يتعلق الأمر بالانتقال من مشهد تراجيدي أو درامي إلى مشهد كوميدي، حيث يلزم الممثل الخروج من الحالة الدرامية إلى الكوميديا، وقال “بهذا فرض هذا النوع تواجده على الركح الجزائري من خلال الإقبال الجماهيري الذي يحظى به، وعلى سبيل المثال لا الحصر الجمهور المستغانمي الذواق والعاشق للفن الرابع”.
ويرى المتحدّث أنّ المسرح الكوميدي بصفة خاصة والمسرح بصفة عامة بحاجة إلى الدعم، خاصة مع وجود طاقات شبانية صاعدة موهوبة ومتمكنة، بحاجة إلى المرافقة والتوجيه، خاصة من طرف مدراء المسارح الذين يتوجب عليهم فتح أبواب المسرح أمام هؤلاء الممثلين، من أجل تطوير مهاراتهم وقدراتهم الإبداعية لإطلاق العنان، وإمتاع الجمهور المحلي ولما لا الوطني وحتى الدولي.
وأشار سيد احمد في حديثه إلى أهم الوجوه المسرحية الجزائرية التي صنعت البسمة على وجوه الجزائريين أمثال عثمان عريوات وحسن الحسني والمفتش الطاهر وصالح اوقروت..وغيرهم من القامات الكوميدية، إلى جانب بعض الوجوه التي ساندته ودعمته في مشواره المسرحي أمثال نبيل عسلي وزوبير بلحر “اللّذان شكّلا محطة هامة في مسيرته على الخشبة في الوان مان شو”.