دعا المنشد بلعالية بن ذهيبة إلى ضرورة إنشاء مدرسة لفن الإنشاد لتكوين المواهب الشابة الصاعدة، من أجل الارتقاء بالحس والذوق الفني وبالكلمة الراقية واللحن الشجي والصوت القوي المتميز.
أشار المنشد بلعالية في تصريح لـ “الشعب”، إلى أن فن الانشاد بحر واسع وفضاء رحب لا يقتصر على المديح الديني فحسب، بل يتعدى ذلك إلى مواضيع هادفة تمس المجتمع والوطن والتراث والتاريخ والملاحم، وغيرها من الرسائل الهادفة التي تخدم المجتمع الجزائري، باستخدام الكلمات المتينة والألحان المضبوطة والمعنى القوي، وهو ما يميزه ـ يقول ـ عن باقي الفنون الأخرى، الأمر الذي يتطلب إنشاء مدرسة للإنشاد بهدف تأطيره ووضع آليات وأسس خاصة بهذا الفن الملتزم لتقديم فن راقي ومتميز يسمو بالذوق والحس الفني.
وأكّد صاحب الحنجرة الذهبية أن هذا الفن فرض وجوده، وصنع له مكانة وقيمة في الجزائر، خاصة مع تأسيس المهرجان الثقافي المحلي للإنشاد بمستغانم سنة 2008، إلى جانب المهرجانات الأخرى بكل من ورقلة وبوسعادة وقالمة، والمهرجان الدولي على مستوى ولاية قسنطينة، والتي ساهمت في تعزيز التراث الثقافي والموسيقي وتشجيع الفنانين والمنشدين، فضلا عن اكتشاف المواهب الصاعدة من منشدين وكتاب وملحنين وخلق فرص عمل للشباب المبدع ودعم الثقافة والفن العربي الإسلامي الأصيل.
ويؤكّد بلعالية أنّ هذا الفن الملتزم تطور تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة بالجزائر، بحيث استطاعت المواهب الجزائرية أن تنافس الأصوات العربية في هذا المجال، فضلا عن إقبال العائلات الجزائرية ومحبي مجال الفن الملتزم، ناهيك عن حرص واهتمام الوزارة الوصية والسلطات العليا في البلاد من خلال الدعم والتوجيه والمرافقة الدائمة من اجل ترقية مجال الانشاد.
وفي هذا السياق، أشار بلعالية إلى أنه بالرغم من توفر كل الآليات والأدوات، إلا أنه يوجد بعض المنشدين المجحفين في حق الانشاد، حيث يبحثون على الربح السريع من خلال إحياء الحفلات والظهور المناسباتي، بدلا من تنظيم مهرجانات أو حتى أيام للإنشاد، قائلا في ذات الصدد “أنا أفضل أن أصنع وأسمع صنيعي بدلا من الهرولة وراء الحفلات”، بحيث يمكن للإنشاد أن يصل إلى العالمية بفضل الحناجر الجبارة التي تمتلكها الجزائر.
ويرى المنشد بلعالية أن مستقبل فن الإنشاد في الجزائر واعد بفضل الأصوات الشابة الصاعدة، مشيدا بالدور الكبير الذي تلعبه المهرجانات الإنشادية في انتشار الانشودة بشكل كبير، وهذا لا يمنع ـ حسبه ـ من بذل المزيد من الجهد للحفاظ على هذه المكاسب من أجل تقديم المزيد من الفن الراقي الذي يربي الروح ويشحذ الهمم، ويبني عنصرا صالحا يكون ذخرا لوطنه وأمّته.