أسدل الستار، أمس، على معرض الفنان عمر كارنو، الذي حمل عنوان “مواضيع مختلفة”، بعد أن نجح في جذب عشّاق الفنّ والجمال على مدار أيامه. المعرض، الذي شكّل محطة فنية فريدة، اصطحب زوّاره في رحلة تأمّلية بين روعة الطبيعة الجزائرية وعبق تراثها، مقدّمًا لوحات جسّدت الغروب، الصحراء، والأزهار، إلى جانب مشاهد تحاكي التراث المعماري والأماكن التاريخية.
في ختام الفعّاليات، أعرب عمر كارنو “عمر سعد” عن امتنانه الكبير للإقبال اللافت الذي حظي به المعرض. وقال كارنو: “هذا المعرض بالنسبة لي هو رسالة حب للطبيعة والتراث، وجدتُ فيه شغف الجمهور وانجذابه. لوحاتي ليست مجرّد رسومات، بل دعوة للتأمّل في الجمال الذي نملكه وإعادة اكتشافه.”
كارنو، الذي عُرف بشغفه العميق بالصحراء الجزائرية، خصّص جزءًا كبيرًا من أعماله لهذه البيئة الخلاّبة. وعن ذلك، قال: “الصحراء تسكنني، وزياراتي لها ليست مجرّد رحلة، بل لقاء مع الروح. أحببت أن أشارك الجمهور هذه العلاقة من خلال لوحات تعكس القوافل والكثبان الرملية، ومشاهد الغروب التي تخطف الأنفاس.”
المعرض أيضًا لم يخلُ من الزهور التي تعتبر توقيعًا خاصًا للفنّان، حيث رسم السوسن والياسمين والريحان بألوان دافئة وهادئة تلامس الروح. وفي الزاوية المقابلة، برزت لوحات القصبة، والموانئ القديمة التي أعادت الحنين إلى عصور مضت، حيث جمع كارنو بين الدقّة الفنية وسحر التفاصيل.
أحد الزوار، وهو تونسي يعمل في مجال السياحة، عبّر عن إعجابه الكبير بالمعرض، مؤكّدًا أنّ مثل هذه اللوحات تستحقّ الانتشار عالميًا. كما ذكر الفنّان أنّ العديد من اللوحات لقيت استحسان الأجانب، ومن بينهم وفد أمريكي اقتنى إحدى الأعمال ووصفها بأنّها “تحفة فنية”.
وأشار إلى أنّ إحدى الزائرات اقتنت لوحة لابنتها التي انتقلت إلى منزل جديد، ووصفت الهدية بأنّها “مصدر بهجة وسعادة”. تعليق مشابه عبّر عنه العديد من الزوار، الذين أشاروا إلى أنّ لوحات كارنو تضيف لمسة جمالية وروحية فريدة لأيّ مكان.
يختتم عمر كارنو معرضه، لكنّ شغفه بالفنّ لا يتوقّف. يقول: “رأسي مليء بالمشاريع، وأحلم بمعارض جديدة تُبرز جمال الفضاء والصحراء على نطاق أوسع.” بذلك، يثبت كارنو أنّه فنّان ملتزم ليس فقط بتجميل الواقع، بل بإحياء التراث وحمايته، ليترك بصمة من الألوان والحنين في قلوب كلّ من زار معرضه.