سجّل المشهد الثقافي لولاية تمنغست خلال السنة المنصرمة 2024، تخصيص عدد من التظاهرات والأنشطة الثقافية المنظّمة على مدار العام المنقضي، للاحتفال بالذكرى 70 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، تنوّعت ما بين ملتقيات ومعارض تاريخية، ومنتديات أدبية، احتفاء بتاريخ هام ومرجعي يحتلّ مكانة خاصّة لدى المواطن.
عكف القائمون على قطاع الثقافة بعاصمة الأهقار، على تسطير برنامج ثقافي وفني وفكري متنوّع، حاولت من خلاله تسليط الضوء على مكانة وأهمية تاريخ مفصلي في ذاكرة الشعب الجزائري بصفة عامة، والمحلي بصفة خاصّة.
في هذا الشأن، أكّد محمد بلبالي مدير الثقافة بتمنغست “للشعب”، أنّ المشهد الثقافي المحلي تميّز في السنة المنصرمة، بالعديد من الأنشطة الثقافية، إلا أنّ الأنشطة المناسباتية غلبت على هاته الأنشطة، لتكون سبعينية اندلاع الثورة ملكة الحدث، المتوّجة بحصة الأسد من الفعّاليات الثقافية والفكرية والفنّية المنظّمة، بدءا بالاحتفاء بإصدارات عدد من أدباء وكتّاب الولاية في تاريخ الثورة، من خلال تسليط الضوء عليها ضمن ما يعرف بمنتدى الكتاب كنشاط ثقافي أدبي، تعكف عليه مكتبة المطالعة العمومية “برادعي مولاي أحمد”، تحت إشراف الوزارة الوصية احتفاء بالتأليف والمقروئية.
في نفس الشأن، احتضنت مكتبة المطالعة العمومية، يقول محمد بلبالي ملتقى تاريخيا بالمناسبة، تحت عنوان “الثورة الجزائرية في الجنوب الجزائري في الذاكرة والكتابات والفنون والأدب الوطني، وملتقى وطنيا بعنوان “البعد الإفريقي للجزائر في فكر مالك بن نبي وفرانز فانون( مقاربة عابرة للتخصّصات)”، كما نظّمت من جهتها مكتبات المطالعة ببلديتي إدلس وتازروك، بالموازاة مع النشاط حالات وسهرات إنشادية وأنشطة ثقافية اختتمت بتكريم للمشاركين في إحياء الحدث.
وغير بعيد عن المكتبات والأنشطة المنظّمة من خلالها، احتضنت دار الثقافة داسين ولت ايهمه بالولاية، أنشطة ثقافية تاريخية أخرى ثريّة، كانت فيها البداية بتنظيم معرض تاريخي بالتنسيق مع الناحية العسكرية السادسة، تمّ فيه تسليط الضوء على بطولات الثورة المظفّرة وتضحيات الشعب الجزائري خلال حقبة الاستعمار الفرنسي.
وفي مجال المسرح، تمّ تقديم عدد من العروض المسرحية في بعض القرى، على غرار قرية تاهيفت 80 كلم عن عاصمة الولاية، حاول من خلالها أطفال هذه القرى تقديم عرض ثقافي تاريخي يبرز بطولات المجاهدين والشهداء وكفاحهم لننعم بالاستقلال.
كما عرفت سنة 2023، حسب مدير الثقافة والفنون، عودة مهرجان الأغنية والموسيقى الأمازيغية، كحدث ثقافي فنّي افتقدته الساحة الثقافية بعد أيام من الأنشطة المخلّدة لسبعينية اندلاع الثورة الجزائرية.
كما تمّ تسجيل نشاط معتبر للمكتبة المتنقلة لإعادة إحياء حب المطالعة لدى جميع شرائح المجتمع، بالإضافة إلى مجموعة من العروض المسرحية، على خشبة ركح قاعة داسين، وكذا أنشطة متنوّعة للأطفال، وبعض العروض السينمائية بقاعة سينما “الشيخ سمدات” بعرض بعض الأفلام والشرائط الوثائقية الوطنية في خطوة لبعث فنّ السينما.