اختتمت، مساء أول أمس، فعّاليات الأيام الوطنية للفيلم القصير، الذي نظّمته دار الثقافة مالك حداد بعاصمة الشرق الجزائري، وعرف مشاركة كوكبة من الفنانين والسينمائيين الجزائريين القادمين من مختلف ولايات الوطن، حيث تمّ تكريمهم خلال حفل الافتتاح عرفانا بأعمالهم الفنية وتقديرا لمجهوداتهم التي ساهمت في إثراء الساحة الثقافية والسينمائية على مدار سنوات طويلة.
تحت شعار “أول طلقة..أول صورة”، شهدت الطبعة الخامسة للأيام الوطنية للفيلم القصير، التي احتضنتها، دار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، من الفترة الممتدّة من 11 إلى 13 ديسمبر الجاري، والمرفوعة على شرف المخرج القدير محمد فوضيل حازرلي، عرفانا وتقديرا لجيل السبعينيات ممّن صنعوا تاريخ السينما الجزائرية.
كما تمّ تكريم بالمناسبة عدد كبير من الفنانين الذين أثروا الساحة الفنية بأعمال ما تزال تصنع الفرجة وسط المشاهد الجزائري، ليُختار فيلم “الطيارة الصفراء” لمخرجته هاجر سباطة للعرض في حفل الافتتاح كنموذج عن الأفلام الثورية المنتجة وطنيا والسماح للجمهور الحاضر بالاطلاع على هذا النوع من الأفلام التاريخية الثورية.
ومن بين الأسماء التي حظيت بالتكريم خديجة مزيني، وبعض شخصيات سلسلة “أعصاب واوتار”، من بينهم “علاوة زماني”، “عنتر هلال” و«حسن بن زراري” الذي تحدّث عن ذكرياته وهو طفل خلال مظاهرات 11 ديسمبر بشارع العربي بن مهيدي، مستذكرا شعارات المتظاهرين “الجزائر جزائرية”، “الجزائر مسلمة” والردّ الهمجي للاحتلال الفرنسي، كما تمّ تكريم كلّ من حميد عاشوري، عنتر، ليديا لعريني، كمال رويني، عتيقة بلزمة، جمال كعوان، صبرينة بوقرية الهادي..وأسماء أخرى.
وخلال الفعّالية الثقافية، تمّ عرض 23 فيلما قصيرا، لاختيار أحسن عمل وثائقي ضمن مسابقة موجّهة للهواة من السينمائيين، تتحدّث عن الجانب التاريخي الثوري والوثائقي، كما تمّ تنظيم ورشات تكوينية برمجت من قبل المنظّمين.
وذكر الأستاذ إلياس بوكموشة، مدير المعهد الوطني العالي للسينما “محمد لخضر حمينة”، خلال مداخلة قدّمها خلال حفل الافتتاح على إلزامية الاستعانة بالسينما ذات البعد الوطني لخدمة الذاكرة، منوّها بضرورة تكوين جيل جديد من الفنانين، وتلقين الجيل الصاعد تاريخ الثورة التحريرية المجيدة وتقديم الهوية الجزائرية وثقافتها.