يحيى حدوش، من مواليد 26 ديسمبر 1926 في إيغيل اعلي، ويقطن حاليا ببرج بوعريريج.. بدأ نظم الشعر والكتابة منذ أربعينيات القرن الماضي، وعُرف عنه نشاطه الدائم وبشاشته وخفة ظله.. لا يتوانى عن حضور النشاطات الثقافية، ودائما ما يلبي الدعوة خاصة إذا تعلق الأمر بمناسبة وطنية أو دينية..
كل التفاصيل في هذا الحوار مع “الشعب”:
* الشعب : .. كيف كانت بداياتك مع الشعر؟
يحيى حيدوش : بدأت قصتي مع الشعر منذ حداثة سني، ولعلّ الاختلاف بين الأمس والحاضر هو المواضيع التي أعالجها، فقد كنت حينها شابا، لذا من الطبيعي أن أتطرق إلى ما يهمّ الشباب من أحاسيس ويختلج فكرهم من أفكار.. كان أول ديوان لي تحت عنوان: “آيض ايبركان” بمعنى “الليل الأسود”، وهو الذي نشره لي فيما بعد الأديب الراحل الطاهر وطار بالحرف العربي.. وأذكر حينها أنني اتصل بالعديد من دور النشر، ولكنها رفضت نشره بالحرف العربي، فنصحني البعض بأن أقترحه على الطاهر وطار رحمه الله، وكان أن سرّ سرورا كبيرا به، وقبل نشره دون أي تردد.. كما لي ديوان بعنوان: “اقروج ايسفرا” بمعنى “كنز الشاعر” كتب بالحرف اللاتيني.
أنت أيضا تكتب الرواية، أليس كذلك؟
بالفعل، مثلا لدي رواية “الشيخ وبناته السبعة” بالأمازيغية مع ترجمة إلى العربية، ومكتوبة بالحرفين العربي واللاتيني.. تحتوي الرواية على 12 فصلا، وتتطرق إلى قصة شيخ له سبع بنات وليس له ولد يرثه، يحبه جميع من في “الدشرة”، ولكنه بقي متخوفا من ذهاب أرزاقه الواسعة إلى أصهاره، ما يدفعه إلى التفكير في معاودة الزواج على الرغم من تقدمه في السن، ولكن ميلاد طفل ذكر لن يعني بالضرورة تحسن أحوال العائلة ومصيرها.
جئتنا اليوم بمشروع ديوان شعري جديد.. هل يمكن أن نطلع قرّاءنا عن بعض ما جاء فيه؟
هو مخطوط ديوان أنوي عنونته “أورقاغ نمت الشهيد”، وهو عنوان القصيدة الأولى فيه. يحتوي 30 قصيدة بالأمازيغية كتبت كلها بالحرف العربي ومترجمة إلى اللغة العربية.. وهو ديوان في طريق النشر لدى دار الأمل بتيزي وزو.
نجد أول قصيدة “أورقاغ الشهيد” أي “حلمت بالشهيد” تتطرق إلى الثورة، والشهيد فيها هو الذي يتحدث، ويقص على الشاعر قصة نضاله واستشهاده.
أما القصيدة الثانية، فهي عن المصالحة الوطنية، عنوانها “حكاية نتمورثيو” أي “حكاية بلادي”، أقول فيها (ترجمة إلى العربية) “حكاية جرحتني، جرحا محفورا في قلبي، الأعداء هم نفسهم إخوتي، والجهل والشيطان هو الذي فرّق بيننا”. للإشارة، فإن مقاطع من هذه القصيدة كانت مقاطع منها تذاع في نشرة الأخبار على التلفزيون الجزائري سنة 2005.
كما أتطرق إلى الآفات الاجتماعية في قصيدة “يحزن النبي ظغزكاس”، بمعنى “يحزن النبي في قبره”، وأقول فيها (ترجمة إلى العربية) “وصل النبي خبرا أحزنه، فقد سمع بنا من أمته، نطأ سنته بأقدامنا، ونتبع طريق الشيطان، فكيف نطلب شفاعته؟ هجرنا الدين والقرآن، وحولنا القبلة نحو فرنسا والأمريكان”.
نلاحظ أنك تفضل نشر أعمالك الأمازيغية بالحرف العربي.. كيف يؤثر ذلك على النشر والمبيعات سلبا أو إيجابا؟
يمكنني القول إنه لا يوجد أي مشكلة في النشر باللغة الأمازيغية، لأن القراء متوفرون، خاصة حينما تكون مكتوبة بالحرف العربي، لأنه شائع أكثر من الحرف اللاتيني، كما أنه أمر يسهل على كل الأعمار حتى الأطفال منهم.. لذلك أشجع المبدعين بالأمازيغية وأنصحهم بأن يستعملوا الحرف العربي، لأن الله خاطبنا به.. أنا أبلغ من العمر 88 سنة، ولم أحبذ يوما قول “أزول”، ولا نعرف معناها أصلا، وإنما أقول “سلام ربي فلاون”.
هل من كلمة أخيرة تودّ قولها؟
أتمنى أن يجد كلامي الآذان الصاغية، والقلوب التي تفتح له أبوابها، والعقول التي تفهمه وتقبله.