أسدل الستار على فعّاليات المهرجان الثقافي الوطني للثقافة والتراث النايلي في طبعته الأولى بدار الثقافة “ابن رشد بالجلفة”، الذي دامت فعّالياته خمسة أيام من الأنشطة المكثّفة، جمعت بين الجانب الأكاديمي والفنّي بهدف تثمين هذا الإرث الثقافي.
أكّدت الدكتورة نادية بن ورقلة، المكلّفة بالإعلام، أنّ المهرجان شهد إقبالا كبيرا من الجمهور، وقد قدّم مزيجا غنيا من الندوات العلمية، الاستعراضات التراثية، المعارض الحرفية والورشات التكوينية، وسعى إلى تحقيق خطوات جديدة نحو اعتماد هذا التراث في قائمة التراث العالمي لليونسكو.
وأشارت المتحدّثة أنّ هذه الطبعة كانت تحدّيا كبيرا، لكنّها نجحت في تحقيق أهدافها بفضل التنوّع والثراء الذي ميّز البرنامج. وأوضحت أنّ المهرجان ركّز على التعريف بالتراث النايلي، من خلال فعّاليات استعراضية مثل عروض الفانتازيا وسباقات الخيل، ومعارض للصقور والصيد بالصقور، إلى جانب خيمة مخصّصة للأكلات الشعبية التقليدية. كما كانت اللوحات الفنية والغناء البدوي حاضرين بقوّة، إذ أحيى عدد من الفنّانين منهم عبد الرحمن البحبحي وكمال النايلي أمسيات متميّزة.
كما شهدت أيام المهرجان - تواصل حديثها- ندوات علمية صباحية، قدّم فيها 19 أكاديميا من مختلف الولايات مداخلات حول التراث النايلي، مؤكّدين على ضرورة الحفاظ على هذا الإرث الثقافي. وتمّ تنظيم ورشات تكوينية للحرفيين في مجالات خياطة الزيّ التقليدي والصناعات الجلدية، ممّا أتاح فرصا للتفاعل بين الحرفيين والجمهور.
ومن أبرز توصيات المهرجان، الدعوة إلى تسجيل التراث النايلي ضمن قائمة اليونسكو، وطبع أعمال الندوات الأكاديمية في كتاب، بالإضافة إلى إنتاج فيلم وثائقي يغطي جميع فعّاليات التظاهرة.
كما شملت التوصيات إيفاد لجنة وطنية لمعاينة التراث السياحي والأثري بالجلفة، وتعزيز مشاركة الجمعيات الناشطة في هذا المجال لإشراك الشباب وتطوير مهاراتهم. مع تأكيد القائمين على ضرورة استمرار الجهود لمدّ الجسور بين الجوانب الأكاديمية والفنية، وتسويق هذا التراث محليا ودوليا.