يخوض الكاتب والإعلامي محمد بوطغان تجربة الترجمة للإعمال الشعرية والروائية منذ سنوات وهو اشتغال مهم على اللغة وأدبياتها، حتى وإن كان المترجم يعتبر الكاتب الخفي الذي لا يمكن أن تذهب سمته الإبداعية على جماليات النص ويحاول بوطغان أن يؤسس لنفسه نسقا إبداعيا بين الشعر والترجمة .
نشر نصوصه الأدبية في الكثير من الجرائد الجزائرية و العربية، وشارك في العديد من الملتقيات و الأمسيات الأدبية والندوات التفاصيل في هذا الحوار الذي أجرته معه « الشعب».
«الشعب «كتبت عن الأدب والأجناس الأدبية وخضت مجال الترجمة هل أضافت لك شيئا؟
محمد بوطغان: إن الترجمة كغيرها من الأعمال الإبداعية المختلفة تبدأ أولا بدهشة التلقي للنص وفتنته أولا ثم عبور هذا النص لكثير من تخوم التماهي مع المتلقي الذي يجد نفسه في النهاية عاشقا مفتونا به يحول عن قصد وعن غير قصد مشاركة الآخرين لهذا العشق وهذا السحر وهذا التأثير الذي مارسه عليه النص.
^ ميدان الترجمة كان مغيب كثيراً..لكنه عرف منحنى إيجابي في السنوات الأخيرة إلى ماذا يعود ذلك ؟
^^ أشكال وأدوات التعبير كثيرة ولقراءة الأدب سحر وفتنة وسطوة وإغراء لا يقاوم والقراءة في أكثر من لغة تجيز عبور حدود لم تكن مألوفة ورؤية عوالم لم تكن مكتشفة والوعي بها غير واضح وغير مفهوم وأجدني وأنا أترجم هذه النصوص في حالة من التلبس بها وتملّكها لي حد الشعور أن صاحب النص الذي أترجمه قد قال بدلا عني أشيائي. وبقدرما أجد الترجمة «مثاقفة « وتواصلا واكتشافا بقدر ما أجدها تقولني لأنني غالبا ما أجد التجربة الإنسانية واحدة واللغة والثقافة والرؤية...وهذا ما يثري تجربتي و لغتي و جماليات الكتابة عندي. و أما ما أضافته ترجماتي للمكتبة فهذا يتوقف على أراء الناشرين والنقاد والأدباء والقراء ،ولهم أولا وأخيرا الحكم على نجاح أو إخفاق ترجماتي ومدى الإقبال عليها أو الإحجام عنها.
^ أي الأعمال لاقت نجاحا ورواجا من بين التي ترجمتها ؟
^^ لقد تفاعلت الجرائد واهتم الإعلاميون كثيرا بديوان «شوس يحي الوهراني» وهو مختارات شعرية لجان سيناك الذي كان أول إصدار لي في الترجمة عن منشورات المكتبة الوطنية الجزائرية وقد نال حظا جيدا من الاحتفاء والترويج إلا انه لم ينل بعد حظّه من النقد والدراسة والبحث. كما كان لفضاء صدى الأقلام بإشراف صديقي عبد الرزاق بوكبة فضل كبير في منحي فرصة تقديم ترجمتي لرواية «أقنعة الروح» للسويدي «بار لأجير كفيست» الصادرة عن دار فيسيرا للنشر وقد حققت حضورا عميقا في مختلف المناسبات و الفضاءات التي حظيت بفرصة العرض فيها كما أتأسف لتوقف توزيع ترجمتين أخريين لي وهما «كما رواية « لدانيال يبيناك الفرنسي و»الأوغاد الحالمة « للكنغولي ماكس يم نديبيكا وذلك لأسباب مهنية وقانونية تتعلق بحقوق المؤلف وحقوق المترجم ودار النشر الأصلية... كما لا يفوتني في هذا المقام أن أعبر عن ألمي وخيبتي لصدور ترجمتي لرواية تاريخية عن حياة الشهيدة «صليحة ولد قابلية « للمجاهد «علي عمراني» وتم إصدارها عن «الوكالة الوطنية للنشر والإشهار « في المعرض الدولي للكتاب بالجزائر 2013 ولم يخبرن أحد بذلك ولم توجه لي الدعوة لتوقيعها ولم أمنح ولو نسخة واحدة منها، ولم أتقاض سنتيما واحدا عنها، ولم يشر إلى الترجمة في دليل منشورات الوكالة لسنة 2013، ولم افهم إلى الآن سبب ذلك.
^ أين يمكن تصنيفك أدبيا هل أنت الشاعر أم القاص أم الكاتب المترجم؟
^^ لا أكتب القصة ولست قاصا ولست كاتبا محترفا وإنما أكتب الشعر وأحاول أن أكون شاعرا بالنظر لما تعنيه هذه الكلمة من جمالية وعمق وفنية و....
^ هل من كلمة أخيرة .
^^ في الأخير امتناني وشكري لجريدة «الشعب» لإتاحة هذه الفرصة لي للتواصل ضمن المشهد الأدبي والإعلامي.
بعض أعمال الكاتب :
1-»تهمة الماء « ديوان شعر. منشورات اتحاد الكتاب 2003
2- «شموس يحيى الوهراني» مختارات شعرية لجان سيناك مترجمة
3- «أقنعة الروح» رواية لبار لا جير كفي
4- رواية «كتاب لدانيال بيناك.» مترجم
5-»رحلة مع صليحة ولد قابلية «شهيدة الثورة رواية لعلي عمراني. مترجمة
6- «الأوغاد الحالمة « نص مسرحي لماكس يم نديبيكا. مترجم
المخطوطات :
1-» أصوات نزار» مجموعة شعرية
2-» أهل العطر» رواية لأمين الزاوي. مترجمة
3-» منتخبات شعرية «مترجمة للفرنسي لوك ديكون والشيلية سيبا ستيانا
ونصوص أخرى