شارك كتّاب وأدباء ونقّاد جزائريون في ندوات ومحاضرات وجلسات حوارية، أقيمت ضمن فعّاليات الدورة الثالثة والعشرين من معرض عمان الدولي للكتاب، الذي انطلق يوم 10 أكتوبر الجاري ويختتم اليوم.
استعرض الدكتور عيساوي بوعكاز، خلال مشاركته في ندوة “التراث الأثري في الجزائر والأردن.. ثراء وتنوّع”، خيرات البلد الإفريقي “الجزائر” الذي يعدّ بحجم قارة كاملة بفضل مساحته، وما يحتويه من تراث جيولوجي طبيعي وأثري معتبر، فضلاً عن تنوّع المواقع والمعالم الأثرية فيه.
وأشار في مداخلته الموسومة “التراث الأثري في الجزائر.. ثراء وتنوّع”، إلى أنّ الجزائر، تتميّز بالتعمير البشري منذ عصور ما قبل التاريخ، وبالصناعات الحجرية والمعالم الجنائزية وبالفنّ الصخري، مبيناً أنّ في الجزائر 7 مواقع مسجّلة بقائمة التراث العالمي لليونسكو، وهي: قلعة بني حماد، تمقاد، جميلة، تيبازة، طاسلي ناجر، وادي ميزاب وقصبة الجزائر.
وفي ندوة حملت عنوان “الرواية الجزائرية والرواية الأردنية بين المحلية والعالمية”، تحدّث الدكتور مفلاح عن بدايات الرواية في الجزائر، وذكر عددا من الأسماء التي ظهرت آنذاك، وكيف تطوّرت لاحقا إلى أن ظهر ما سمي بالمدرسة الجزائرية، حيث كانوا يكتبون موضوعات تتحدّث عن جمال البلاد وليس عن معاناتها في تلك الفترة.
وأشار خلال الندوة التي حضرها الوفد الجزائري في المعرض، إلى أنّ العديد من الكتّاب أبدعوا في فنّ الرواية في العصر الحديث، حيث نال الكثير منهم جوائز، مثل الروائي الجزائري واسيني الأعرج.
من جهته، تحدّث الروائي الجزائري الخير شوار خلال ندوة “القصة القصيرة في الأردن والجزائر.. بين التأسيس والمآل” التي شارك فيها بورقة بعنوان “القصة القصيرة على جناح طائر”، تحدّث عن بدايات هذا الفنّ في الجزائر، وعن النقاشات التي كانت تجري على الساحة الأدبية حول ماهية هذا الفنّ، مشيرا إلى رؤية الكاتب الجزائري الطاهر وطار لصعوبة هذا الفنّ.
كما تطرّق شوار لكيفية ارتباط فنّ القصّة بالصحافة وطرق النشر في الصحف والمجلات آنذاك، موضّحا أنّ المقال القصصي، والصورة القصصية بدأت بطريقة الوعظ والإرشاد من خلال تجارب متميّزة فرضت بعض النصوص، كما تناول موضوعات القصّة التي كانت سائدة ومنها موضوع الثورة التي كتب البعض عنها، في وقت سجّل الهاجس الإيديولوجي على بعض التجارب، وعلى الرغم من وجود بعض التجارب المتميّزة في بعض التيارات، كان هناك نصوص فرضت نفسها، إلاّ أنّ الساحة الآن - بحسب ذات المتحدّث - تمرّ بفترة خمول..
وفي ندوة “المرأة والكتابة.. تاريخ البدايات ورهانات اليوم” سلّطت الدكتورة فيروز رشام الضوء على أسباب تأخّر النساء في مجال الكتابة في الثقافة العربية إلى غاية أواخر القرن التاسع عشر، على الرغم من شيوع التأليف منذ القرن السابع ميلادي، متسائلة عن حيثيات تهميش دورهنّ في التأريخ لأوطانهنّ وتجاهلهنّ في صياغة التاريخ المكتوب.
وقالت، إنّ الذين تولّوا كتابة التاريخ لم يذكروا النّساء إلاّ في سياقات هامشية، حتّى بدا وكأنّهنّ لم يحققن شيئا مهمّاً عبر الزمن وهو بالتأكيد مغالطة كبيرة، حيث اختزلوا وظيفتها في الإنجاب، واعتبرت بأنّها غير قادرة على إنتاج المعرفة، وهو تشويه تقول يكشف عن حجم الجهل بطبيعة النّساء سواء من الناحية الجسدية أو من الناحية النّفسية”.