تنســج لوحات من جمال..

طريـــق عيـادي للحريـر يمـرّ عـبر دار عبد اللطيـف

افتتح السبت المنصرم بدار عبد اللطيف بالجزائر العاصمة، المعرض الفني “طريقي للحرير” الذي يجمع بين اللوحات التشكيلية والرسم على الحرير، وهو من إنجاز الفنانة المبدعة سليمة عيادي التي تغوص في جمال وعراقة التراث الثقافي الجزائري والعربي - الإسلامي بعناصره الأصيلة والمتنوّعة وسحر الطبيعة لتنسج بالألوان تجربتها الممتدّة على مدار أربعين عاما.
وتستوحي عيادي مواضيع أعمالها، التي تعتمد أساسا على الحرير، من عناصر التراث الثقافي الجزائري والعربي - الإسلامي، حيث تقدّم فسيفساء من اللوحات المشرقة بالطبيعة تمثل باقات من الأزهار والورود والأشجار المثمرة النابضة بالألوان، كما تبرز فيها الأشكال الهندسية التي تميّز الطراز المعماري الجزائري والديكور الداخلي، على غرار أشكال من الزليج الجزائري العريق بألوانه وهندسته، وكذا جماليات الحرف العربي بأشكاله من خلال لوحات تتضمّن آيات قرآنية.
وفي هذا الإطار، تعرض هذه التشكيلية، المتخصّصة في الرسم على الحرير، مجموعة ثريّة ومتنوّعة من أعمالها التي أنجزتها في فترات مختلفة، تتضمّن أزيد من 20 لوحة فنية بأشكال وأحجام مختلفة تستلهم من الطبيعة، إلى جانب أزيد من 40 قطعة حريرية تتمثل في أوشحة في غاية الأناقة والجمال والتصاميم تم توزيعها وفق سينوغرافيا وإضاءة بديعة.
كما أفردت الفنانة، التي تمتدّ مسيرتها الفنية لأكثر من أربعين سنة خصّصتها لهذا الفن والبحث في مجال التراث الجزائري، لوحات ترصد جمال وتقاليد مدن تاريخية بالجزائر وفن العمارة واللباس التقليدي والمجوهرات العريقة، على غرار القصبة ومدينة الجزائر ومنطقة الطاسيلي، بكلّ زخمها التراثي وموروثها الممتدّ لما قبل التاريخ، عبر طبيعتها وعمرانها وأيضا الحيوانات التي عاشت في هذه البيئة الصحراوية كالزرافات وغيرها.
وقد انبهر زوار المعرض بمجموعة الأوشحة والمناديل الكبيرة، وهي بمثابة تحف فريدة تبعث على الفرح والإعجاب، إذ تعكس رسومات هندسية ودلالات مستلهمة من الديكور الداخلي للبنايات الجزائرية القديمة في القصبة وتلمسان، وغيرها من المواقع التاريخية زادتها الزركشة وتداخل الألوان وتدفّقها على سطح اللوحة الحريري تناغما وجمالا وأناقة.
وتتميّز أعمال عيادي، المنجزة على الحرير، بالتحكّم الكبير في تقنية العمل وبراعة في الإنجاز والقدرة على رسم مساحات كبيرة، وتقديم مشاهد مركّبة على الحرير وتوزيعها بدقّة متناهية.
وبالمناسبة، أكّدت الفنانة لـ(وأج)، أنّها “جدّ سعيدة بلقاء جمهورها من جديد، من عشّاق تقنية الرسم على الحرير التي اختارتها منذ أكثر من أربعين عاما”، مبرزة أنّ “هذه التقنية في الرسم تستدعي دقّة الملاحظة والإتقان والسرعة في تنفيذ توزيع الألوان على الحرير، لإنجاز أيّ عمل، والذي يستغرق وقتا طويلا نظرا لتفاصيله الدقيقة”.
وأردفت عيادي أنّ أعمالها “تثير إعجاب واهتمام ومتعة الجمهور داخل الجزائر وخارجها كونها تحفا فريدة من نوعها”، مشيرة أيضا إلى أنّ “أعمالها تستحضر بكثافة أجواء التراث الثقافي والأصالة الجزائرية العريقة المشبّعة بقيم الجمال وسحر الطبيعة والفن الراقي”.
وتخرّجت عيادي، المنحدرة من مدينة مليانة، من المدرسة العليا للفنون الجميلة في 1982، لتواصل مسارها الإبداعي عبر المشاركة في العديد من المعارض، داخل الجزائر وخارجها، على غرار إيران وقطر وليبيا.
ويتواصل معرض “طريقي للحرير”، الذي تنظّمه الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، إلى غاية 16 أكتوبر الجاري.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024