أشرفت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، أمس الجمعة، من وهران، على الافتتاح الرسمي لفعّاليات الطبعة الـ12 من مهرجان الفيلم العربي الذي يعود إلى الواجهة الفنية العربية، بمشاركة 60 عملا فنيا بين فيلم طويل وقصير وفيلم وثائقي.
وتشهد التظاهرة السينمائية عرض “60 عملا سينمائيا موزّعة بين الأفلام الطويلة والقصيرة والوثائقية تتنافس على جوائز المهرجان، كما ستقوم أسماء وازنة في مجال الفن السابع بتأطير الورشات والماستر- كلاس المنظمة لفائدة الشباب الموهوبين في مجال الصناعة السينماتوغرافية”.
ويشارك ما لا يقلّ عن 15 سينمائيا من ممثلين وكتاب ومخرجين من بلدان عربية وأوروبية في لجان التحكيم لمسابقات الأفلام المشاركة في مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، إضافة إلى ثلاثة آخرين في لجنة التحكيم لجائزة النقاد.
ويترأس لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة الممثل التونسي-الفرنسي سامي بوعجيلة الذي لعب أدوار رئيسية في عدّة أفلام حاز البعض منها على جوائز عالمية على غرار فيلم الحربي “الأهالي” للمخرج رشيد بوشارب الذي فاز بجائزة أفضل أداء تمثيلي لكامل الفرقة في مهرجان “كان” السينمائي سنة 2006، كما أنّه حصل على جائزة سيزار لأفضل ممثل مساعد عام 2008 عن فيلم “شهود” للمخرج أندريه تيشيني.
وتضمّ اللجنة أيضا، دياموند أبو عبود، وهي ممثلة وكاتبة ومخرجة وأستاذة فنون درامية لبنانية، والممثل والمخرج السوري أيمن زيدان والمخرج السينمائي والمنتج البحريني بسام الذوادي والكاتبة والمخرجة السعودية هناء العمير والممثلة الإيطالية كاتيا غريكو والمخرج الجزائري رشيد بن حاج.
أما لجنة تحكيم الأفلام الروائية القصيرة فيترأسها المخرج السينمائي السوري جود سعيد الذي أخرج عدّة أفلام قصيرة منها “مونولوج” الحائز على جائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان دمشق السينمائي سنة 2007.
وتضمّ لجنة تحكيم الأفلام الروائية القصيرة عضوين آخرين هما الممثل السينمائي والمسرحي والتلفزيوني وكاتب السيناريو الجزائري نضال الملوحي والمخرجة والمنتجة الأردنية ليالي بدر.
وفيما يخصّ لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية الطويلة والقصيرة فيترأسها المخرج العراقي عباس فاضل الذي أخرج عدّة أفلام وثائقية في العراق بما في ذلك الفيلم الشهير “الوطن: العراق، سنة صفر” والذي نال جوائز في مهرجانات مرموقة مثل لوكارنو، وفيزيون دو ريل، وياماجاتا.
وتضمّ هذه اللجنة أربعة أعضاء هم مهند لمين وهو مخرج ومركب ومنتج ليبي ومادلين روبرت وهي مديرة للصندوق السويسري المخصّص لسينما البلدان ذات القدرة الإنتاجية المنخفضة منذ 2023 وأمين بوخريص وهو كاتب ومخرج ومنتج تونسي إضافة إلى عبد الكريم قادري وهو كاتب ومؤلف وناقد سينمائي جزائري.
أما لجنة التحكيم للنقد فتتشكل من توفيق حاكم وهو صحفي ومنتج إذاعي جزائري وقيس قاسم وهو صحفي وناقد سينمائي عراقي سويدي وأمل الجمل وهي كاتبة أكاديمية وباحثة في علم الصورة السينمائية والتلفزيونية من مصر.
وكانت مولوجي، خلال زيارتها التفقدية لمنشآت قطاع الثقافة والفنون بوهران، الخميس، قامت بزيارة المتحف العمومي الوطني أحمد زبانة، أين اطّلعت على أول جناح مخصّص للمكفوفين مدعّم بلافتات ومطويات بلغة البرايل، وأعلنت عن تقديم هبة من 500 كتاب “برايل” لفائدة مديرية النشاط الاجتماعي بالولاية، وهبة أخرى من 2500 كتاب لفائدة المكتبات البلدية والمؤسّسات التعليمية بولاية وهران، وقامت الوزيرة رفقة والي وهران بتكريم مجموعة من أدباء ومثقفي الولاية”.وقادت الزيارة التفقدية وزيرة الثقافة إلى الوقوف على المعلم التاريخي والأثري قصر الباي. لتسجّل أنّ “هذا المعلم مهم جدّا بالنسبة لسكان وهران”، وتعلن أنّ أشغال الترميم للمعلم الأثري ستنطلق في أقرب الآجال”.
وبحي سيدي الهواري العتيق، وقفت مولوجي على المعلم التاريخي والديني “مسجد الباشا” الذي استفاد - كما قالت - من غلاف مالي بقيمة 10 مليون دج، من أجل الدراسة والمتابعة وعملية الترميم جارية، وستسلم في خلال 4 أشهر”. علما أنّ بناء المسجد العتيق يعود إلى الفترة ما بين عام 1792 و1796.
واكتشفت مولوجي - خلال زيارتها - شبكة أنفاق وهران وملاجئ الحرب العالمية الثانية، حيث أثنت على المجهودات المبذولة لإعادة الاعتبار لهذا الموقع الذي يمكن إدراجه في المسار السياحي لوهران”.
وتابعت الوزيرة عرضا عن مشروع إنجاز متحف “معلم الأمير عبد القادر”، وهو المشروع الذي تأسّس بعناية خاصّة من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبّون، لما يمثل من رمزية عالية بالنسبة للشعب الجزائري.
صـنـاعة السينـما.. إشراقة في الأفق
قبل الزيارة الميدانية إلى وهران، أجواء مهرجان السينما العربية، كانت الوزيرة قد أشرفت، الأربعاء، على تدشين المعهد العالي للسينما “محمد لخضر حمينة” بالقليعة، رفقة وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري ومستشار رئيس الجمهورية للتربية والتعليم العالي والتكوين المهني والثقافة، محمد الصغير سعداوي، وثلّة من المخرجين والفنانين.
وقالت مولوجي إنّ “هذا الصرح الذي تحقّق إنجازه بعد سنوات من التوقّف، هو ثمرة من ثمار السياسة المتبصّرة لرئيس الجمهورية القاضية بدعم وترقية التكوين البيداغوجي والأكاديمي في مجال الفنون، إيماناً منه بالدور الطلائعي للإبداع والفنانين وأهل الثقافة في مجد الوطن وبناء الإنسان”.وأضافت مولوجي أنّ المعهد العالي للسينما سيكون “فضاءً كبيراً للإبداع ولكلّ المواهب الناشئة في عالم الفنّ السابع”، مبرزةً أنّ “الطلبة سيتلقون فيه المعارف والمهارات وفقا للمراجع الوطنية متشبّعين بثوابت وقيم المجتمع الجزائري، حتى يكونوا واجهة مشرقة ومشرفة للجزائر ويعملون على تعزيز السينما الجزائرية في المحافل الجهوية والقارية والدولية”.
ونوّهت مولوجي بمسار وإنجازات رجل الفن السابع الذي يحمل المعهد الجديد اسمه، محمد لخضر حمينة، وهو المخرج العربي الوحيد الذي نال السعفة الذهبية لمهرجان كان الدولي (فرنسا) سنة 1975، وسجّل اسمه واسم الجزائر ونضال وكفاح الشعب الجزائري معه بأحرف من ذهب.
من جهته، أشاد بداري بهذا الإنجاز الذي سيشرع بداية من هذه السنة في تكوين إطارات فنية متخصّصة في الصناعة السينماتوغرافية، مشيراً إلى أنّه “من شأن المعهد بناء جيل مبدع وفنان وخلاّق للثروة”.