الدكتـور توفيق معيوف لـ”الشعــب”

الحاجـة ماسّـة إلى ترجمـة الأعمـال العلمية..

محمد الصالح بن حود

أكّد الأستاذ الجامعي توفيق معيوف، أنّ قلة معاهد الترجمة بالجزائر أثّر على واقع الترجمة بها، ممّا جعلها تعاني من نقص وغياب كبيرين في كلّ المجالات، رغم وجود عدد قليل من الجامعات المختصّة بها، والتي تدرّس فيها الترجمة من العربية إلى لغات محدودة جدّا (الفرنسية، الانجليزية، الألمانية، الاسبانية)، بحكم أنّ هذه اللغات تدرّس في أقسام الآداب واللغات الأجنبية في بعض الثانويات.

واعتبر الدكتور توفيق معيوف أستاذ اللسانيات، الصوتيات، الترجمة واللغة الروسية بجامعة الحاج موسى أخاموك بعاصمة الأهقار، في حديث لـ»الشعب» أنّ الترجمة بالجزائر والعالم العربي تعاني وضعا متدنّيا للغاية، حيث لا تتجاوز نسبة الكتب والأعمال المترجمة 1 بالمائة من المنتج العالمي.
ويؤكّد مسؤول التعليم المكثف للغات بجامعة عاصمة الأهقار، أنّ هذه الترجمات تقتصر على الأعمال الأدبية من وإلى اللغة العربية، ولا وجود لأيّ عمل ترجمي خاص بالعلوم التجريبية والتطبيقية، ممّا يجعل الجزائر والدول العربية في مراتب متأخرة من حيث الأعمال المترجمة المحصورة فقط في بعض الدول العربية، بمعدل 60 كتابا في السنة، في حين نجد ألمانيا وسويسرا والنمسا وفرنسا وأمريكا واليابان والصين تتجاوز الألفي كتاب مترجم سنويا في مختلف المجالات.
ويضيف المتحدّث أنه نظرا لضعف المتكوّنين في اللغات الأجنبية وفي مقاييس الترجمة أنشأت الوزارة المعهد العالي للترجمة التحريرية والفورية التابع لجامعة الدول العربية، والتي تشترط إدارة المعهد شهادة في لغتين مختلفتين لمتابعة التكوين في مجال الترجمة، ليتابع الطلبة تدريبات في مجال الترجمة في هيئات الأمم المتحدة في كلّ من سويسرا والنمسا لتحسين المهارات اللغوية في عدّة لغات.
ويضيف توفيق معيوف قائلا: إنّ مقياس الترجمة يدرّس في أقسام اللغات بالجامعات الجزائرية بطريقة سطحية وبحجم ساعي لا يفوق 30 ساعة في السداسي، مدرج في الوحدات التعليمية الاستكشافية بمعامل واحد، ما يجعل الطالب والباحث غير مهتم بهذا المقياس، يقابله بروز مواقع الترجمة الخاصة بمحركات البحث تغزو مجال الترجمة، وذلك بنقل النص حرفيا من لغة إلى أخرى دون جهد يذكر، وقال: «يكفي أن نطلب من الأستاذ الباحث والطالب المقبل على التخرج بملخص البحث مترجم بلغة أخرى بأيّ طريقة، لكي يقبل بحثه أو عمله، وإدراج مراجع بلغات أجنبية لم يطّلع عليها ولم يتصفّح أيّ منها.
وفي سياق آخر، لخّص الدكتور معيوف التحدّيات التي تواجه الترجمة في الجزائر، في ضرورة إنشاء مراكز ترجمة في كلّ جامعة للمتحصّلين على شهادات عليا في لغتين مختلفتين، وأن لا تكون مقتصرة على اللغة الفرنسية والانجليزية، وإنّما من وإلى العربية على غرار الألمانية والإسبانية والإيطالية والروسية والتركية والصينية، بحكم أنّ هذه اللغات تدرّس في الجامعات الجزائرية.
ليخلص في الأخير أنّه من أجل النهوض بالترجمة في الجزائر لابدّ من إعطاء أهمية قصوى لمقياس الترجمة في كلّ التخصّصات بحجم ساعي مقبول وبمعامل المواد الأساسية، وتحفيز المترجمين لنشر الأعمال المترجمة وتخصيص جوائز ومكافآت حماية لحقوق المؤلف والمترجم، وكذا الاستفادة من تدريبات لغوية في عدّة بلدان بالخارج.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19585

العدد 19585

الأربعاء 02 أكتوير 2024
العدد 19584

العدد 19584

الثلاثاء 01 أكتوير 2024
العدد 19583

العدد 19583

الإثنين 30 سبتمبر 2024
العدد 19582

العدد 19582

الأحد 29 سبتمبر 2024