تعتبر جمعية فنّ وأصالة واحدة من الجمعيات الثقافية التي تقدّم على مدار السنة أنشطة وفعّاليات مختلفة، هدفها رصد العادات والتقاليد الجزائرية ونقلها كموروث عريق إلى الأجيال، وبمناسبة المولد النبوي الشريف تجتهد في إبراز طقوس العائلة الجزائرية أثناء احتفائها بنفحات القيمة الدينية والروحية لمولد الهدى التي توارثتها أبا عن جد..
أكّدت رئيسة جمعية فن وأصالة نبيلة فخارجي لـ»الشعب»، أنّ ما تحمله مناسبة المولد النبوي الشريف من قيم جليلة وعميقة في نفوس الجزائريين، «بمثابة وقفة إيمانية وثقافية راقية أمام سيرة وحياة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أثبتت الآلاف من المواضيع والكتب والدراسات العالمية، أنّه أعظم شخصية في التاريخ والإنسانية، جاء حاملا أروع وأنبل مقوّمات الحياة الحضارية من خلال معجزة القرآن الكريم».
وفيما يخصّ الأنشطة المرافقة لإحياء المولد النبوي الشريف، ذكرت المتحدّثة أنّها تحمل دلالات تراثية جزائرية، وفي كلّ مناسبة - تضيف فخارجي - تسطر الجمعية ندوات علمية وفكرية ينشطها أئمة وأساتذة جامعيون ومهتمون بالتراث، يتطرقون من خلالها إلى أهمية وأثر هذه المناسبة الدينية لدى الشعب الجزائري، وذلك عبر مختلف الحقب الزمنية، إلى جانب تنظيم معارض في شكل قعدات عائلية.
وأضافت المتحدّثة أنّ «حرفيين يسهمون في تنشيط المعارض، بعرض ما صنعوه من منتجات متنوّعة أهمها الأطباق والحلويات التقليدية الخاصة بهذه المناسبة العظيمة، على رأسها طبق «الطمينة» الذي يزيّن جميع موائد العائلات الجزائرية عبر كلّ الولايات، وإن كانت طريقة تحضيرها تختلف من منطقة إلى أخرى، كما تختلف تسمياتها، فهناك من يطلق عليها اسم «البسيسة»، وهناك من يسميها «التقنتة»..
وفيما يخصّ الأطباق والأكلات التقليدية التي تروّج لها جمعية «فنّ وأصالة» في هذه المناسبة، قالت محدّثتنا إنّها تحاول في احتفاليات المولد النبوي الشريف، أن تفتح المجال للمهتمات بالطبخ الجزائري من58 ولاية، لتحضير أعرق الأطباق مثل «الشخشوخة» بمختلف أنواعها «الرشتة»، «المعارك»، «لخفاف»، «الكسكس» الجزائري بكلّ أنواعه وأصنافه اللذيذة.
وأشارت فخارجي إلى أنّ مناسبة المولد النبوي الشريف، تعكس رمزية مزدوجة دينية واجتماعية، من خلال تنظيم أنشطة ثقافية وفكرية، وتهدف بالأساس إلى ترسيخ سيرة نبينا الكريم في حياتنا اليومية، كما تمثل تعبيرا عن افتخارنا بالاقتداء به قلبا وقالبا.