تحتضن العاصمة الكاميرونية ياوندي فعّاليات الاحتفال العالمي باليوم الدولي لمحو الأمية، المصادف للثامن سبتمبر، والذي اختارت له اليونسكو هذا العام موضوع “تعزيز التعليم متعدّد اللّغات: محو الأمية من أجل التفاهم المتبادل والسلام”. وإلى جانب حفل توزيع جوائز اليونسكو لمحو الأمية، يسلّط الاحتفال الضوء على خطة محو الأمية في أفريقيا في سياقات متعدّدة، من بينها سنة الاتحاد الإفريقي للتعليم.
يقام في ياوندي عاصمة الكاميرون، اليوم الاثنين وغدا الثلاثاء، الاحتفال العالمي باليوم الدولي لمحو الأمية، إلى جانب تنظيم المؤتمر العالمي وحفل توزيع جوائز اليونسكو الدولية لمحو الأمية، أكّدت المنظمة الأممية تنظيم سلسلة من الفعّاليات الجانبية، مثل الاجتماع السنوي للتحالف العالمي لمحو الأمية في إطار التعلّم مدى الحياة، واجتماعات البحوث العملية لقياس نتائج تعلّم المشاركين في برامج محو الأمية وبرامج التعليم البديل، وشبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلّم.
كما سيسلّط الاحتفال الضوء على خطة محو الأمية في الكاميرون وأفريقيا، في سياقات متعدّدة، من بينها سنة الاتحاد الأفريقي للتعليم.
وأفادت المنظمة الأممية بأنّ الاحتفال باليوم الدولي لمحو الأمية يتمحور هذا العام حول موضوع “تعزيز التعليم متعدّد اللّغات: محو الأمية من أجل التفاهم المتبادل والسلام”، وفي هذا السياق، أكّدت اليونسكو أنّ ثمّة حاجة ماسة إلى تسخير قدرة محو الأمية على التغيير في تعزيز التفاهم المتبادل والتماسك الاجتماعي والسلام. وتُعتبر التعددية اللّغوية في عالمنا المعاصر ممارسة شائعة لدى الكثيرين، ممّا يجعل من تمكين الناس من خلال اعتماد نهج قائم على اللغة الأولى ومتعدّد اللّغات لتطوير التعليم وتنمية مهارات القراءة والكتابة أمراً فعّالاً بصورة خاصة، نظراً إلى ما يحمله من فوائد إدراكية وتربوية واجتماعية واقتصادية. ويمكن أن يساعد هذا النهج في تعزيز التفاهم والاحترام المتبادلين، مع ترسيخ الهويات المجتمعية والتاريخ الجماعي.
كما سيتناول اليوم الدولي لمحو الأمية لعام 2024 سلسلة من القضايا المتعلقة بمحو الأمية في سياقات متعدّدة اللّغات لتحقيق سلام دائم، وسيستكشف الحلول الممكنة لتعزيز سياسات ونظم وتدابير وبرامج وممارسات التعلّم مدى الحياة، تؤكّد المنظمة، مضيفة أنّ الاحتفال باليوم الدولي لمحو الأمية سيُنَظَّم حضوريا وعبر الإنترنت على المستوى العالمي والإقليمي والوطني والمحلي.
وبالحديث عن جوائز اليونسكو لمحو الأمية، نشير إلى وجود جائزتين دوليتين حاليًا: جائزة اليونسكو كونفوشيوس لمحو الأمية (تأسّست في 2005) بدعم من الصين، وتولي اهتمامًا خاصًا لمحو الأمية الوظيفية، والاستفادة من البيئات التكنولوجية، لدعم البالغين في المناطق الريفية والشباب غير الملتحقين بالمدارس، ويحصل كلّ فائز من الفائزين الثلاثة على 30 ألف دولار، وجائزة اليونسكو لمحو الأمية الملك سيجونغ (تأسّست في 1989) بدعم من كوريا الجنوبية، وتولي اهتمامًا خاصًا لتنمية محو الأمية القائمة على اللّغة الأم، ويحصل كلّ فائز من الفائزين الثلاثة على 20 ألف دولار.
ومنذ عام 1967، تقام الاحتفالات السنوية باليوم الدولي لمحو الأمية بتاريخ 8 سبتمبر في جميع أنحاء العالم، تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونسكو”، وحسب هذه الأخيرة، فإنّ الهدف من هذا اليوم يكمن في “تذكير واضعي السياسات والأخصائيين وعموم الجمهور بأهمية محو الأمية الحاسمة لإنشاء مجتمعات أكثر استدامة وعدلاً وسلاماً وإلماماً بمهارات القراءة والكتابة”.
وتضيف المنظمة الأممية أنّ القدرة على القراءة والكتابة حقّ أساسي من حقوق الإنسان، وهي تُتيح الفرصة أمام إعمال حقوق الإنسان الأخرى، والتنعّم بحريات أكبر والانخراط في المواطنة العالمية. وترتكز الشعوب على محو الأمية لإثراء معارفها واكتساب مهارات أوسع نطاقاً وقيم أعظم أثراً ومواقف وسلوكيات أعمّ وأشمل من أجل ترسيخ ثقافة سلام دائم يسودها احترام المساواة وعدم التمييز وسيادة القانون والتضامن والعدالة والتنوّع والتسامح، فضلاً عن تكوين علاقات قوامها الوئام مع النفس ومع الآخرين ومع الكوكب. لكن، في 2022، كان شخص واحد على الأقلّ من بين كلّ سبعة أشخاص تبلغ أعمارهم 15 عاماً وما فوق (أيّ 754 مليون نسمة) غير ملم بالمهارات الأساسية لتعلُّم القراءة والكتابة، تفيد اليونسكو، مؤكّدة أنّ ملايين الأطفال يجدون أيضاً صعوبة في إتقان أدنى المستويات من إجادة القراءة والكتابة والحساب، في حين أنّ ما يقرب من 250 مليون طفل تتراوح أعمارهم من 6 إلى 18 عاماً غير ملتحقين بالمدارس.
ويأتي الاحتفال بهذا اليوم الدولي بالموازاة مع استمرار معاناة أطفال غزّة، الذين حرمتهم همجية الاحتلال من حقّهم في التمدرس والتعليم، ناهيك عن حقّهم في الحياة. كما يأتي في عصر يشهد تعريفات متعدّدة للأمية.. مثلا، اعتبرت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “ألكسو”، قبل سنتين، أنّ “الثورة الرقمية التي شملت اليوم كلّ مناحي الحياة، تفرض معالجة قضية الأمية في مفهومها الحضاري الذي يتجاوز مفهوم الأمية الأبجدية إلى الأمية في أبعادها المتعدّدة: أبجدية، ورقمية، وثقافية.”