توفي الكاتب والباحث الأثري، سيد أحمد كرزابي، عن عمر ناهز 92 عاما، مخلّفا رصيدا علميا وثقافيا معتبرا خصوصا في التعريف بالمنطقة الأثرية والثقافية والطبيعية “تاسيلي ن أزجر” بالجنوب الجزائري، وقد ترك الكاتب - الذي توفي منذ ما يقارب الشهر - ثمرة سنوات من العمل الدؤوب في مجال الآثار والمواقع التاريخية.
شغل الراحل عدة مناصب، منها مديرا سابقا للمتحف العمومي الوطني الباردو، ومديرا للحظيرة الوطنية “تاسيلي ن أزجر”، وكذا رئيس جمعية “أصدقاء الطاسيلي”، المنطقة الأثرية والطبيعية التي تم تسجيلها في قائمة اليونسكو للتراث العالمي في سنة 1982 بالنظر إلى تراثها الأثري والثقافي والطبيعي الهائل.
وعرف كرزابي، الذي تكوّن في بداياته في مجال السينما، كباحث في مجال التراث الثقافي، وقد تم تكريمه من طرف الوزير الأول في 2020 ضمن مجموعة من الفنانين والمثقفين، وهو صاحب عدة أعمال ومؤلفات منها “ذاكرة أحجار” (2018) الصادر عن منشورات المؤسسة الوطنية للاتصال النشر والإشهار، والذي شاركت أيضا في تأليفه باحثة أثرية فرنسية.
ويجمع من عرفوا الراحل أنه قام بإنجاز أعمال غاية في الأهمية لصالح الجزائر في مجال حماية وتنظيم المناطق الأثرية المحمية والتعريف بتراثها الثقافي العريق، كما أنتج أفلاما وثائقية بحكم تكوينه السينمائي، وقد أشرف على تنظيم أول مؤتمر في منطقة التاسيلي بحضور مختصين وباحثين من جميع أنحاء العالم.