ولد المعلم عبد السلام أليكان سنة 1958 في مدينة الصويرة المغربية المطلة على المحيط الأطلسي، وهو من بربر منطقة أغادير. كان لدى أسرته خدم من الأفارقة السود، وهم أحفاد العبيد في عصور سبقت، ومن هذا الاختلاط والاحتكاك بدأ ولعه بموسيقى قناوة أو «تاقناويت».. تعلم العزف على القارقابو في سن التاسعة، وهو الآن يؤدي أسلوب «مرساوي». يعتبر عبد السلام واحدا من أشهر معلمي قناوة في العالم، وهو أحد مؤسسي مهرجان قناوة الصويرة ومديره الفني.. التقينا به على هامش المهرجان الدولي لموسيقى الديوان، فكانت هذه السانحة..
«الشعب»: لاحظنا أن الجمهور كان يردد معكم الأغاني التي أديتموها، وكأننا بفرقتين نشطتا حفل الليلة وليس فرقتكم فقط.. ما هو شعوركم حيال ذلك؟
أقول إن المسافات البعيدة تقربها الموسيقى، و»لا يوجد مكان بعيد عن مكان»، والحمد لله صرنا نجد موسيقى تاقناويت في السيارات والهواتف النقالة وتدخل البيوت والمنازل، وهي موسيقى تقرب الشعوب، فكما ترون فرقتنا حاضرة الليلة في مهرجان الديوان بالجزائر، وبالمقابل يوجد موسيقيون شباب جزائريون في هذا الطبع يأتون عندنا للصويرة بالمغرب، ومستواهم جيد جدا، إذن فموسيقى تاقناويت مشتركة في هذه المنطقة ككل.
بكل صراحة: أنت كنت ضمن الجيل الأول الذي شكل الفرقة، والآن تقود جيلها الثاني.. هل هناك فروق فنية بين الجيلين؟
أصدقك القول حين أقول إن فترة بداية التسعينيات لا تشبه 2014، خاصة وأن الجمهور الشاب يفضل برنامج فيه الحركة والرقص وخفة الموسيقى، أما بالنسبة للمعلمين الكبار الذين كنت معهم في الفرقة، وهم آباء الشباب المشكلين للفرقة اليوم، وأغلبهم في العقد الخامس والسادس من العمر، ولو شاركوا في حفل اليوم لكان الأمر مختلفا تماما، ولكننا ننزل عند رغبة الجمهور وميوله، أما الأداء الأكثر خصوصية فنتركه للحلقات الخاصة.
إذن فأنتم تتفاعلون مع الجمهور وتعملون على التأقلم مع رغباته..
بطبيعة الحال.. في بعض الأحيان نكون قد حضرنا قائمة من الأغاني التي نعتزم أداءها، ولكننا نلجأ في أحيان كثيرة إلى تغيير برنامجنا على خشبة المسرح، طبقا لما يميل إليه الجمهور.. كما أنه بإمكاننا التعرف على مدى تفاعل الجمهور واستساغته لما نقدمه من موسيقى، فمثلا إذا رأينا الحضور يستمع وينصت إلى ما نقول من كلام فهو يميل إلى الأغاني الروحانية، أما إذا رأيناه يتفاعل ويرقص ويلوح بيديه فيجب التأقلم مع ذلك في حينه