سجلت الكتابات الأدبية حضورها الإبداعي والتضامني مع القضية الفلسطينية خاصة ما عاشته وتعيشه غزة من أحداث دامية خلفت وراءها الآلاف من الشهداء، وعشرات الآلاف من الجرحى ، ورغم ما عرفته الأحداث من توترات على المستوى الإعلامي ، والإنساني، نتيجة الهمجية التي مارستها الآلة الصهيونية على شعب أعزل ، يعيش تحت ظل الاحتلال ليل نهار ، إلا أن هذه الأحداث سجلت حراكا واسع النظير من خلال ما ينشر عبر شبكة التواصل الاجتماعي، وما ينشر أيضا عبر المنابر الأدبية التي تخصصها بعض الجرائد المهتمة بنشر الأعمال الأدبية ورعايتها، وفي مقدمتها “ الشعب” من خلال نافذتها على القصص القصيرة ، و الخواطر الأدبية ، والشعر ، والقصائد بمختلف أنواعها.
تجسيد هذا الحضور الإنساني قابله أيضا حضور جماهيري تجاوب مع هذه الأحداث وأيقظ الضمير الإنساني من سباته ، ومده با لرعاية ومقاسمة الآخرين أحزانهم ومآسيهم حيث كان له صدى واسع في الشارع وفي الصحافة ، وعبر وقفات التنديد ، ومن خلال صلاة الغائب عبر المساجد ، وعن طريق البيانات المنددة بأوضاع الغزاويين ، وعبر حملات التبرع بالأدوية والمؤونة الغذائية وغيرها من الأعمال التي كان لها فعلا وقعها الإيجابي في نفوس الفلسطينيين .وعبر هذه المواقف المختلفة ارتأت الشعب أن تستطلع آراء بعض الأساتذة والأدباء والإعلاميين ، ومواقفهم حول واقع النص الأدبي في هذه الأحداث بين الحضور والغياب فكانت الآراء ليست بالمتباينة كثيرا نسردها.
الروائي والمترجم محمد ساري: “لم نعرف النقد الذاتي.. نحن لقمة صائغة في يد أعدائنا “
قال محمد ساري: “بأن الهمجية الإسرائيلية تجاوزت ما اقترفته النازية في حق اليهود في الحرب العالمية الثانية”، مذكرا” أن البكائيات وبيانات شديدة اللهجة ودقائق الصمت ودعاء الأئمة في المساجد، كلها لا تغني من جوع ولا تحمي من برد”.مضيفا “نتباكى ولا نتناقش عما أوصل الوضع إلى هذا الذل والهوان. هل تساءلنا مثلا عن جدوى مبادرة حماس إلى الاستقلال بغزة، وخلق غيتو يسهل طوقه بسهولة؟ هل ندّدنا بخلود عباس في رئاسة فلسطين؟ لماذا لا يعمل الفلسطينيون على توحيد كلمتهم في صف واحد يواجهون به إسرائيل سواء في المفاوضات التي لا حلّ غيرها في الظروف الراهنة، عوض تشتت الفصائل في عمليات استعراضية ، مما أدى إلى ظهور حركات متطرفة وفصائل ، تقسم البلد إلى شتات يسهل ابتلاعه؟ “ الأستاذ ساري الذي لم يخف استيائه لما آلت إليه الأوضاع في فلسطين كوطن ، وهي نظرة يوضحها في قوله : “ نحن لا نعرف النقد الذاتي مما جعلنا عرضة ولقمة سائغة في يد أعدائنا. لا نعرف إلا التنديد بالصهيونية والامبريالية واليهود وأعداء الخارج. أما السبل لبناء مجتمعات متينة ترهب الأعداء قبل التفكير في التهجم علينا، فلا نفعل. نبكي بكاء العاجزين والضعفاء، ونحوّل الهزائم إلى انتصارات مثل ما فعلنا مع حرب جنوب لبنان وحزب الله. الجيوش الإسرائيلية سحقت جنوب لبنان وحاصرت بيروت ونحن نصرخ ببهجة الانتصار. أي وعي وثقافة وفكر تحمله الشعوب العربية “.
ويخوض الروائي ساري في مسألة الضحايا من الفلسطينيين واعتقال جندي اسرائيلي حيث يوضح :« تقتل إسرائيل ألف فلسطيني ونحن نفتخر بأسر جندي واحد. الأرواح عندنا لا قيمة لها. والقيادات الفلسطينية تحرض على المقاومة من الفنادق الفاخرة. خلّي الشعب يموت، فلم يكن له قيمة يوما في عيون حكام العرب لقد وضعنا أنفسنا في زجاجة لا نكاد نتنفس، ثم نصرخ لماذا ينقصنا الهواء. أظن أنه حان الوقت لطرح الأسئلة الحقيقية حول وضعنا ومشروع مجتمعنا وهل ما نقوم به صالح لقيام المجتمع؟ لا ينفع البكاء ولا الدعاء ولا التنديد الشديد اللهجة، بل فتح حوار معمق.
الأديبـــــة سليمــــة مليـــــزي :”أقلامنا أقوى من الرصاص والجــــراح النازفــــــة تثقـــــل كاهلــــــنا”
أما الأديبة والإعلامية مليزي سليمة فقد يختلف رأيها عن ما ذكره الأستاذ احمد ساري أين ذكرت بأن الحرب على غزة هي فاجعة كبيرة بحق شعب أعزل و ومحاصر مستطردة “ما حدث من الدمار الإنساني البشع في حق أطفال ونساء وشيوخ وشباب غزة الأحرار،لا يمكن أن يتقبله عقل ولا دين ولا يمكن تصنيفه إلا في خانة الجرائم الإنسانية” وعن ما يمكن أن تقدمه ككاتبة قالت :” لقد زعزع كياننا لدرجة الوجع المؤلم حتى أصبحت حروفنا رماحا وكلماتنا سيوفا وحبرنا دم الشهداء.. أقلامنا أقوى من الرصاص ولكن الجراح النازفة بعمق تثقل كاهلنا عما نراه ونسمعه في غزة “ لكنها تحمل حرقة الوجع الإنساني عندما يجد نفسه يواجه آلة الدمار لوحده حيث أضافت :”وأكبر عزاء لنا هو التخاذل العربي الذي يندى له الجبين “ مناشدة المثقفين أين ما كان مكانهم أو تواجدهم داعية إياهم :”فيا كتابنا وشعراءنا اتحدوا واكتبوا واجعلوا أصوات أقلامكم تصل إلى الرأي العام العالمي لعلّ حروفكم تهز مشاعرهم ولو باليسير ليفكروا بحقوق الإنسان الذي يتغنون به ، كلمة الشاعر والأديب في المرحلة الراهنة أصبح لها صدى بلمح البرق وذالك بفضل التكنولوجيات الحديثة كشبكة التواصل الاجتماعي والمنتديات الأدبية والفكرية مما أتاح الفرصة للصورة والكلمة أن تنتشر في جميع أنحاء العالم ومكّن حرية التعبير أن تفرض نفسها على مسامع الأمم “.
الشاعــــر الأزهــــــري عجـــــيري:”غـــزة هي القضيــــة التــــي تمنحنـــــا ما بقـــي لنــــا مــــن شــــرف “
عاتب الشاعر الأزهر عجيري الفيروزي ما سمّاه بالانبطاح الذي يوليه بعض الكتاب من الذين باعوا قضيتهم بقوله :”غزة هي القضية الجوهرية التي تمنحنا ماتبقى من الشرف المهدور..في ظل الوهن والانبطاح العربي ،والنفاق العالمي”، لذلك يرى الشاعر الأزهري بأن الكتابات الأدبية التي تعبر عن الفاجعة والهوان العربي أولا، والصمت العالمي المخزي ثانيا ،لا ترقى إلى مستوى تطلعات شعبنا في فلسطين “ موضحا ذلك بقوله :” الأدباء أغلبهم صامتون منبطحون بل هناك المتواطئون مع العدو. الكاتب عموما والشاعر خصوصا كان ومنذ الأزل الصوت الذي يشحذ الهمم نحو تطلعات النصر، والمقاومة لإضفاء العدالة على البشر”و من خلال هذه الوقفة التي بادرت بها “الشعب “ دعا الأزهري الأدباء والكتاب إلى أن توجه كتاباتهم “دون مواربة وبلا خوف ولا نفاق نحو التحرر، من كل قيد داخلي أو خارجي، طالبا على لسانه :” لنحرر عقولنا أولا من الوهن والمعتقدات الزائفة ،والنفاق السياسي والأدبي، ولنواجه وهننا وانبطاحنا بصدور عارية كما يواجه أطفالنا الصواريخ الصهيونية بصدور عارية “
الكاتبــــة لطيفـــة حربـــــاوي : “وهـــل البــــوح بالفاجعـــة
كـــــــــاف لنرفـــــه عــــن فشلنــــــا العـــــربي ؟ “
أما الأديبة القاصة لطيفة حرباوي من بسكرة فقد أخذت زاوية أخرى من السجال الثقافي متسائلة :”أحيانا يستحق عجزنا تقرير مصيرنا لغويا وإبداعيا ، ونحن الذين نلقب في أغلب الأشجان والأحزان بعباد اللفظ ، هل من الضعف التنفيس عن الذات خارج دائرة الجرح ؟ وهل البوح بالفاجعة كاف لنرفه عن فشلنا العربي ؟
لتضيف “المثقف بالحقيقة و المبدع القلق الذي يبحث عن دلالات الفقد وهو المعدم مهما قدم من قصائد ، ولوحات و مشاهد تعبيرية ينحتها حسب تخصصه “ مبرزة في ذلك بوصفها لحالة الكتابة ب “فلسطنة الذات “ بكل الفنون أقل ما يمكن أن يقدم على صفحات الجرائد أو على شبكات التواصل الاجتماعي ، لأن المبدع ابن لحظته بل لأنه كثيف الحزن مقعد أمام شاشة وفرت له كل ظروف الوجع ، هو يشاهد كل لحظة مجازر في حق الأطفال وكل شرائح المجتمع في حين تتجمل السياسات العربية بأشلاء الأبرياء”.
تبرر القاصة حرباوي ذلك على أنه “بالصمت و التشجيع نشعر أن القيم الخفاشية قلبت فحوى الحياة ، وجعلت الموت حتمية حضارية ، كأنه الجميل أن تموت وحدك ، والجميع يصفق لوسامتك وأنت ملفوف في الكفن”.
حرباوي من خلال نظرتها تبدو ناقمة على الأوضاع من ألفها إلى يائها ، حيث تصف أن كل ما يكتب : “وأمام ما يكتب من إبداعات أدبية هو غزير دون أن نحكم على الذين يمارسون رياضة البهرجة....ويتمرنون على الظهور لغاية في نفس مهمومة بذاتها ، وأخرى باحثة عن النجومية ، وصناعة الاسم ليس إلا . الذين نسميهم إخواننا العرب ....يتساقطون بالآلاف..أمام مؤسسات الادعاء التي تلقب نفسها بالمنظمات الإنسانية.....كل ما يسكب من نزيف الكلام عبر كل وسائل التواصل ماهر إلا انفجار داخلي لكائن يشعر.
الروائـــــي والناشـــــر نبيـــل دادوة :” الفــــراغ الــــذي يعيشــــــــه المثقــــــف العربي مـــــسّ كــــــــل وجـــــــدانه “
أما الروائي نبيل دادوة والذي بدا متشائما حول هذا الموضوع لم يخف لنا سرا بأنه لا يريد الخوض في هذا الحدث بالذات ، ولكن تحت طائلة الأسئلة التي تفرض نفسها، ومن رؤيته ككاتب وروائي ذكر بأن ذلك يعود إلى “الفراغ الكبير الذي يعيشه المثقف العربي، والذي مسّ كل جوانبه الوجدانية ، ودفعه إلى الكرنفالية في التعبير عن الأحداث التي تهز وجدان الأمة وتفتح المجال لتجار كل شيء ، لعرض وبيع سلعهم المختومة بأشكال كثيرة سياسة ، ودينية، وقبلية
لم يخف الأديب نبيل دادوة حالة البؤس بشتى صورها وترجمتها لأحداث غزة الأليمة أين أوضح في السياق نفسه بأن:
“ غزة هي تعبير عن الجهل والظلام الذي وصل إليه المثقف العربي، متسائلا : متى يفهم العربي مشكل اليهودي ؟ ومتى يعي العربي أن الموت بسبب إخوانه أدهى وأمر فهم يموتون بالآلاف في الطرقات، وبأسباب تافهة .. غرقا حرقا” مبرزا في الأخير تشاؤمه من بعض المواقف ومضيفا “إن كان الحديث والكلام بسبب الظلم فظلم القريب أدهى وأمر “ فهو لا يرى في كل ما كتب إلا كرنفالية حمقاء “موضحا بأنه ليس مع القتل تحت أي طائل، ولا يحب الدم أين كان لأن نخوته يترجمها للعمل و للإخلاص .
الكاتــب الاعلامي رشيد فيلالي: “محــرقة بربربة شنيعة”
أما الكاتب الإعلامي رشيد فيلا لي فيرى بأن ما تشهده غزة اليوم و شهد ته أمس وربما تشهده غدا أيضا من محرقة بربرية شنيعة يقترفها في وضح النهار وأمام أنظار العالم الاحتلال الصهيوني المتغطرس ضد المدنيين الفلسطينيين، حيث أوضح فيلا لي أن “انعكاسات ذلك على المبدعين قد زلزل بالتأكيد وجدان الكثير من المبدعين العرب والجزائريين “ خصوصا ليمنحوا لأقلامهم فرصة يضيف فيلالي :”قول وبكل صدق وتلقائية وأمانة أوجاعهم ورفضهم لما يحدث من إرهاب مطلق، طبعا بأسلوب يتفاوت من حيث القيمة الفنية والجمالية ، دون الطعن أو الحط من قيمته الإنسانية، وثمة نصوص شعرية و قصصية عديدة كتبها مبدعون في الجزائر، وساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في نشرها على نطاق واسع جدا ، على اعتبار أن هذه المواقع أضحت اليوم ينشط بها أكثر من نصف سكان المعمورة “أما في تصوره ككاتب وإعلامي ذكر “أن الكاتب الذي يتلكأ اليوم عن مواكبة الحدث الإنساني في كل مناطق المعمورة فما بالك إذا كان يمسّ إخواننا في فلسطين، القضية الأزلية ، فإن هذا الكاتب حسب تصوري يبقى مشكوكا في سلامة ضميره “،ويستشهد الكاتب فيلالي بما أعطاه المثقفون الغربيون ، وفيهم من تجاوز سنه السبعين والثمانين على غرار نعوم تشو مسكي و” ريجيس دوبراي” و “ألان طوران” من دروس رائعة في النضال الإنساني، حيث ذهبوا إلى غزة لكسر الحصار والوقوف ضد العدوان الصهيوني، وليس هذا فقط، هناك موجة عالمية يقودها الآن حاملون لجائزة نوبل و مشاهير في الفن والتمثيل والأدب والغناء و الرياضة وغيرها من المجالات تدعوا لمقاطعة الكيان الصهيوني و فضح ممارساته الوحشية ضد المدنيين في فلسطين ، إلى درجة أن الأمين العام للأمم المتحدة “بان كي مون” أعلن في خطابه الأخير، أنه يخشى في الأيام المقبلة عودة قوية لمعاداة السامية، لكن الذي نحن على يقين منه أن ضمن هذه الموجة العالمية نسبة كبيرة من اليهود أصلا وهنا المفارقة العجيبة.
جمال غلاب : “المبدع والمثقف غائبان عن الملحمة “
غير بعيد عن القاصة حرباوي التي كانت نظرتها قريبة من رؤية المبدع والقاص جمال غلاب الذي تأسف في بداية الأمر عن الحالة التي وصل إليها المبدع والمثقف العربي بقوله : “للأسف المبدع و المثقف العربيين لم نلحظ لهما أثرا في الملحمة التي صنعها سكان غزة ، باستثناء النزر القليل من الأقلام الشريفة التي كانت تقتفي ما يجري من إبادة جماعية لشعب كان سلاحه الوحيد الصبر و الصمود “ مبرزا ذلك إلى أن غزة كانت تقاوم وحدها، مثلما هو متعارف عليه في أدبيات المقاومة حيث أضاف وفي السياق نفسه قوله : “ إنك عندما تنقل صورة لشعب مضطهد فأنت تقاوم ،وعندما تكتب نصا مشحونا بالأحاسيس النبيلة و المحزنة فأنت تفتح عين الآخر عما يجري من ظلم إذن أنت تقاوم ، و عندما تنسج خطبة عصماء و تقذف بها في الشارع فأنت تدعو وتنادي إلى تعبئة جماهيرية وهو وجه من المقومة أيضا “.
وهنا يشير القاص غلاب إلى حسرته من الكتاب الذين يعتقد أنهم قامات في الأدب ومن كبار الأسماء، لكنهم لم يحركوا ساكنا ،حيث أشار في هذا الصدد إلى أنهم أي هؤلاء الكتاب :” التزموا الصمت و كأنهم غير معنيين، أو إلى اعتبارات ذاتية و مصلحيه. لها علاقة باللاعبين في التواطؤ على سكان غزة من بعض العرب المتصهينين و إذا كان الأمر كذلك أين الضمير الإنساني في كل هذا “ ، وأما عن استقلالية المثقف النزيه و الأصيل الذي يعرف توظيف أداة استفهام (لا) في موضعها و حيزها الطبيعي. أو مرده الذهول أمام ما صدور شباب كتائب القسام و سرايا القدس و كل المقاومين من أبناء فلسطين و هم يسوقون مقاومتهم اليائسة ضد التقتيل و الجوع و المرض و الحصار حيث يضيف غلاب : “ و مع ذلك لم تنكسر إرادتهم، و ظلوا صامدين ، و كأنهم لأول مرة يشهدون إنسانا مختلفا خرت أمامه التقنيات العالية و التكنولوجيات الفائقة الدقة ساجدة أمامه الآن “ .
يوضح القاص غلاب، أن السبب واحد فكل من يرغب و يعتقد في الحرية سبيلا يهون أمامه كل شيء، لذلك شاعريتهم و أقلامهم لم ترق إلى مستوى مقاومتهم.
يلخص غلاب هذه الملحمة بأنها فريدة و متفردة في مواصفاتها، و تحتاج إلى حيازات زمنية طويلة لفهمها و استيعابها، نعم القهر و الاستعباد ليسا قدرا محتوما على أي كان ، و بإمكاننا وضعهم في موضع الأفول و هذا الذي حدث و هذا كل شيء بالاهانة وبالذبح جهارا ...كأننا نثبت لمشاعرنا أننا أحياء وموتنا الافتراضي ما هو إلا سياسة قهرية فوقية غلقت المعابر، وفتحت المنابر، كأن تكتب بأن ما يقدم من إعانات رغم ضرورتها ما هو إلا عشاء لدجاج يسمن ليذبح، ما يكتب اليوم هو نوع من تعذيب لذات مبدعة لا مفر لها من البوح ومحاربة الفرح أين ما كان وأين ما كتب.