احتضن المركز الجامعي نور البشير بالبيض، أمس، الملتقى الوطني الأول حول حياة وفكر الدكتور بوعمران الشيخ، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى سابقا، والموسوم بـ «هموم مفكر واشتغالات موسوعي»، كبادرة أولى من نوعها عرفانا بمسار أحد علماء الجزائر البارزين.
الملتقى الذي أشرف عليه والي البيض بحضور رئيس المجلس الإسلامي الأعلى عبد الله غلام الله، وبحضور أكثر من ثلاثين دكتور وباحث من مختلف مناطق وجامعات الجزائر، أجمع فيه الحضور على أن الدكتور بوعمران يعد نموذجا صادقا للمثقف العقلاني والمفكر الملتزم الهادئ المتشبع بالقيم العربية والإسلامية.
تعدّت المداخلات التي قدّمها الأساتذة المحاضرون العشرون، تنوّعت بين إبراز مسيرة ومسار مفكر ملتزم، المشروع الفكري لبوعمران، قراءة نقدية في إسهامات بوعمران، الهوية في فكر بوعمران..وغيرها من المداخلات التي لقيت تجاوب الحضور، وأبرزت القيمة والإسهام الفلسفي لشيخ في الحضارة العربية والإسلامية، وواقعية خطاب الشيخ بوعمران وارتباطه بمصير وهوية الجزائريين.
الملتقى قدّم من خلاله الباحثون جوانب نيرة من حياة علم من أعلام الجزائر، حسب الدكتور بن سعيد محمد الأستاذ بالمركز الجامعي البيض، أبرزت دور الشيخ في بعث مشروع نهضة خاص بالجزائر مبدأه الهوية العربية الإسلامية، وأستاذ التاريخ بوطاجين عبد القادر أبرز أهم المحطات التي مر بها مسار الرجل الثوري المجاهد على غرار إنشاء فوج الكشافة الإسلامية بمدينة البيض، أما الدكتور زياني عيسى من جامعة الأغواط، فقد أبرز مساهمات الشيخ في إصلاح المجتمعات ونظرياته في التطوير الذاتي.
عاش معلما مربيا ومات فيلسوفا زاهدا، هو الانطباع الذي ساد في نهاية الملتقى الأول من نوعه للمفكر الجزائري بوعمران الشيخ، والذي تمّ في ختامه تقديم جملة من التوصيات حول ضرورة الاهتمام بفكر ومؤلفات الشيخ بوعمران، مع ضرورة تعزيز الارتباط بمختلف الفاعلين في الحقل الثقافي والفكري، بغية التأسيس لخطاب نهضوي يعمل على تحريك الواقع العربي الإسلامي الراكد، مع ضرورة تسليط الضوء على المجهود الفكري للمفكر المرحوم، وكذا ضرورة إبراز التعرف على الشخصيات الفكرية والفلسفية في الجزائر المعاصرة، وعلى طبيعة إسهاماتهم والتأكيد على التنويه بتلك الإسهامات المتميزة في إثراء وتنوع الدرس الفكري والفلسفي.